الألباب المغربية/ أحمد زعيم
في عز القحط والجفاف وإنقطاع مياه السقي، أقدم المكتب الجهوي للإستثمار الجهوي لتادلة بالفقيه بن صالح على توجيه إنذارات عبر العون القضائي إلى المقاولين الشباب في المجال الفلاحي، تتضمن مطالبته بتسديد مبالغ مالية خيالية، جراء إستفادتهم من محلات التخزين المتواجدة بمراكز التنمية الفلاحية، بمقتضى عقد شراكة لم يحترم هذا المكتب بنودها، حيث هدد باللجوء الى حجز ممتلكات المقاولين حسب تصريحاتة أحد المقاولين، ونسخ من آخر إلإشعارات الذي تتوفر عليه الجريدة.
الغريب في الأمر هو أن هذه الفئة كانت تنتظر من المكتب الجهوي وزراة الفلاحة بأن تنظر الى حالهم المزري، نتيجة الجفاف وقطع ماء السقي على المدار السقوي، وتتخذ الإجراءات الإستعجالية لإنقاذ هذه الشريحة التي قررت المغامرة، بالإسثتمار في القطاع الفلاحي، وجدت نفسها مستهدفة من طرف الجهات الوصية على القطاع، التي كان من الواجب عليها أن تلتزم ببنود الإتفاق الذي ينص على التكوين والمواكبة وتقديم الدعم اللازم لنجاح الإستثمار، حيث حصرت نفسها في وضعية المكري، بالرغم من عدم توفرها على سند للملكية، لأنها مستغلة لهذه المخازن التابعة للأملاك المخزنية. لقد أظهرت عملية المطالبة بسداد لدين غير مستحق لفائدة المكتب الجهوي للإستثمار الفلاحي لتادلة، في ظرفية جد صعبة، تعرفها المنطقة التي صارت منكوبة، عن غياب الجدية التي ألح على تبنيها جلالة الملك محمد السادس في خطاب العرش من قبل المسؤولين، مما يدفع الى طرح هذه الأسئلة: هل يمكن إعتبار هذه الخطوة إجراء للتخفيق من تداعيات الجفاف وشح المياه ؟ أم أن هناك بون شاسع بين الواقع والسياسة الحكومية المتبعة ؟؟ من المنتظر أن تخلف هذه القرارات البعيدة كل البعد عن روح التآزر والتضامن التي تسود إبان حدوث الكوراث الطبيعية والأزمات، ردود فعل قوية من قبل الشباب المقاول والفلاح المفلس، الذي له ديون عند هؤلاء.
الإقدام على هذه الخطوة نزل كالصاعقة على فئة كانت تنتظر من الحكومة الدعم الكفيل لتجاوز المحنة، عوض هذه الإنذارات المشؤومة غير المستحقة، للإشارة لقد سبق لإدارة المكتب أن رفعت دعوى قضائية ضد أحد المقاولين الشباب، وخسرتها لأنها لم تحترم بنود عقد الشراكة وليس عقد الكراء كما كيفته إدارة المكتب الجهوي، ومع ذلك عاودت الكرة مرة أخرى في عز القحط والجفاف، لتوجه طعنة للشباب الذي كان يراهن على دعم الدولة له لتحسين وضعه المادي وبناء مستقبل بقطاع يعرف التقلبات والمخاطر.