الألباب المغربية/ حبيب سعداوي
بيئة أصبحت غير طبيعية واستخفاف مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط بالساكنة الوكيلية والدواوير المجاورة، ساكنة ترقد في صمت، لم يأبه لا المسؤول على الشأن الإقليمي، ولا اللجنة التي عاينت مشاكل الساكنة جنبا إلى جنب في الآونة الأخيرة، والذي سجلت أرقاما في تشخيصها، وكأن القبيلة في غنى عن أرضها… لم يأبهوا أن يوقظوا شرارة التكلم والمطالبة بالحقوق بدل الصمت المريب، ودوام القيلولة المفعمة بالصبر أو الخنوع الممقوت ترفضه ضمائر شبابية قليلة بتلقائية توحي أن زمن الصمت قد قضى نحبه، وأن وجع الالتزام بواقع الحال لم يعد حيا يرزق، نرصد لكم حقيقة حلبة صراع بين ساكنة بني وكيل والمناطق المجاورة وقطاع كبير يتحكم في البشرية بمنطق “أنا ومن بعدي الطوفان” نرصدكم فنطازيا فيها الغالب قطاع بأرقامه البليونية وتريليونية والارقام مرشحة للزيادة ، ومغلوب يحاكي حاله بلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .بؤبؤ العين يلتقط إنبعاث الغبار من وحدة الثلوت قهرت العباد والبلاد، غير أن بلورة الحقيقة في قالبها الطبيعي يتطلب منا ترك مسافة الحديث لأصحاب الأرض فهم أهل بني وكيل وهم بخباياها أعلم وأدرى (عبد. س) قرة عين الساكنة، هاركز قوي يلدغ بكلامه المتلقي، ويصعب حصره في زاوية المستمع، هذا العنصر يصرح ل “الألباب المغربية” (البهائم بدأت تسقط أسنانها وتصاب بالهون، والأرض فقدت خصوبتها ولكي يحصل الواحد منا على مزروعا لا بأس به، ماعلى الله سبحانه أن يديم علينا رحمته، وصحة بني البشر في مهب الريح يضيف المتحدت، حيث بدأت الحساسيات بمختلف أنواعها، والأمراض الجلدية وأمراض الكلي والأمراض الصدرية وأمراض العيون والتهابات الحلق وهشاشة العظام وآلام المفاصل، كلها أمراض نتيجة السموم والغازات التي تصدر للساكنة صباح مساء… منازلنا أصبحت آيلة للسقوط من جراء المتفجرات القوية التي تستعمل يوميا من قبل مؤسسة الفوسفاط لتفجير أراضينا التي كانت مصدر رزقنا وعيشنا، كنا نقوم بزراعتها ونجمع محصولها، نرعى فيها اغنامنا، وكانت ملجئنا لقضاء وقتنا مع ماشيتنا، منذ أن بدأت الأشغال بأرضنا ونحن نعيش كوارث غير مسبوقة، وأمراض غريبة كالعياء، وآلام المفاصل، والتقيؤ المفاجئ ، وغير ذلك من أمراض مختلفة. منحى الكلام سيتخذ طابع إصدار كل عبارات اللوم، وكأن المراسلين جاءوا لتفاوض الساكنة بأمر ما، أو لجس نبض جهة ما، لكن إحساسنا بالذي تشتكيه البشرية يصمم بداخلنا الامتثال تخفيفا لها، مصادر مصاحبة قالت لنا (.. تلك الأهرامات الترابية تحتوي على العديد من المواد المشعة وتزداد حدة هذه المواد بارتفاع درجة الحرارة ، ناهيك عن الغازات التي تنفثها المتفجرات، ولا علم لدينا بحجم المواد وطبيعتها ومدى تأثيرها علينا ، الذي نعرفه أنها بالغة التأثير ..)عند باب أحد المنازل من غير الذي اسكنه أنا بكوني إبن القبيلة، أشير لنا بالدخول قصد التعرف على محنة النساء مع الغبار المتناثر (… أولدي، الفوسفاط ولا لينا على روسنا أوعلى عينينا.. كل الصباح ولينا كانجمعو عرام ديال التراب أحمر، البيوت كاع تشقو… الإدارة خاصها أتشوف شي حل لهاد الكارثة، ودايرين لينا المشاكل بلعاني وكايتفرجو فينا، ما كاين اللي هضر علينا، والدواور خاصموهم وشكون اللي بغا يهضر اللهم إن هذا المنكر….) كانت بقايا الغبار واضحة تشهد أن المحنة كبيرة والاستخفاف المقرون بالتعالي سيد المرحلة.فلا مراعاة للحياة البشرية ، ولا احترام لراحتنا يضيف “ح.ص” ارتفع عدد المين أي المتفجرات التي يستعملها المكتب المسير لتدمير الهضاب، والتي باتت تشكل خطرا كبيرا جدا على منازلنا، فمعضمها أصبحت غير صالحة للسكن، ولم تتم أية مراقبة أو تدخل من أجل اطمئنان المواطن، أو تتبع ما يحدت عن هذه المتفجرات التي عجزت الساكنة الوكيلية عن المطالبة بالحل البديل لغاية في نفس يعقوب، فقد بات المكتب الشريف للفوسفاط تلك المؤسسة التي تغض النظر، ولا تهتم بالبشر، مؤسسة لا تناقش لا في البرلمان ولا في الملتقيات الوطنية، مؤسسة لا تخضع للحسابات تتصرف في ملايير الداراهم، مؤسسة تساهم في بعض الأحيان بمبالغ لا تساوي سوى الضحك والاستهزاء بأصحاب الأرض. فمن بات يتكلم عن خيرات الفوسفاط والمطالبة باستغلالها سدت عليه الأبواب وانطفأت عليه الأضواء وفقد الوعي والصواب، أبناء او شباب الارض هنا في بني وكيل يعانون في صمت غير مألوف، البطالة ارهقتهم ما عدا بعض الفرص العابرة عبور السحاب في الصحراء، سلبت منهم الأرض بمقابل هزيل، زرعوا الفتنة بين ذوي الحقوق من أجل إبعادهم عن الحقيقة، تم إغراء المسؤولين، أو من بات يؤجج غضب الساكنة على المكتب، فغريب أمر بني وكيل التي ظن البعض أنها ستضاهي بلدان الخليج بما أنعم الله عليها من خيرات، بل العكس خيراتها استغلت من طرف غيرها…فمن المسؤول؟