الألباب المغربية/ بدر شاشا
في زمنٍ تتعاظم فيه التحديات الاجتماعية، ويزداد الضغط على المؤسسات العمومية، يبرز أمامنا حلّ واقعي ونافع للمجتمع المغربي: تشغيل أصحاب العقوبات البديلة في أعمال تخدم الصالح العام. بدل أن يقضي المحكوم عليهم عقوباتهم خلف القضبان، يمكن تحويل طاقتهم إلى خدمة تنعكس إيجاباً على الوطن والمواطنين.
تخيلوا مثلاً مدارسنا العمومية وهي تُصبغ وتُنظّف بسواعد هؤلاء، فيتحول العقاب إلى إصلاح، ويستفيد التلاميذ من فضاء نظيف ولائق. المستشفيات كذلك، التي تعاني خصاصاً في الخدمات الموازية، يمكن أن تستفيد من هذه الطاقات في أعمال الصيانة، الترتيب، أو حتى المساعدة في بعض الجوانب غير الطبية.
ولماذا لا تمتد هذه المجهودات إلى الأزقة والشوارع؟ فالنظافة مسؤولية مشتركة، واليد العاملة الإضافية التي توفرها العقوبات البديلة يمكن أن تغيّر وجه أحيائنا، وتجعلها أكثر إشراقاً وصحة.
الفكرة ليست فقط تقليص الاكتظاظ في السجون، بل هي قبل كل شيء فرصة لإعادة إدماج هؤلاء الأشخاص في المجتمع عبر عمل شريف وملموس، بدل العزلة والانقطاع عن الواقع. إنها طريقة ذكية لتحويل العقوبة إلى إصلاح حقيقي، يعاقب المخطئ وفي نفس الوقت ينفع الناس.
اليوم، نحن في حاجة إلى مثل هذه المقاربات التي تجمع بين العدالة الناجعة والتنمية المجتمعية. تشغيل أصحاب العقوبات البديلة ليس فقط قراراً قضائياً، بل هو رسالة أمل في أن الإصلاح ممكن، وأن العقاب يمكن أن يتحول إلى خدمة، وأن المجتمع المغربي يستحق أن يُبنى بسواعد جميع أبنائه.