الألباب المغربية/ حفيظ صادق
في عالم يعج بالصور والأحداث، يبدو أن “الكلام المباح والسكوت المستباح” هو الشعار السائد في مشهد يبدو أنه فقد بعضا من قوته الساحرة. فمنذ الأمس القريب، كانت الصويرة تعتبر مفخرة للجميع، حيث أنجبت نساء ورجالاً كانوا قدوة في الخلق والتربية وحب الوطن.
كم كانت جميلة تلك الأيام عندما كنا نستمع إلى إنجازات آبائنا قبل أن ننام، فقد كانت الصويرة تلمع في مجالات العلم والتجارة والرياضة وحتى الفقه. لقد كان للإقليم تاريخه وماضيه وبصمته الخاصة. والآن، وسط الواقع الحالي، نعيش بين أحضان الخوف ونفقد القوة التي كانت تميزنا.
في الأمس القريب، كانت المعامل تزخر بالنشاط والحركة التجارية كانت مزدهرة، وكانت الرياضة تعم الأفق الوطني. لكن اليوم، نجد أن بعض الألعاب الرياضية قد أعدمت من ذاكرتنا، والمعامل أصبحت شبحاً من الماضي.
ومع ذلك، يبقى التعايش بين سكان الصويرة ملموساً، حيث يجتمع المسلمون والمسيحيون واليهود تحت سماء واحدة. ورغم جمال الطبيعة الخلابة التي كانت تعم المكان، إلا أن بعض الأماكن الساحرة تم طمسها بوحي القلم.
ولا تزال الصويرة تحتفظ بذكرياتها الجميلة، فالحدائق الجميلة والكورنيش لا يزالون يروون قصص الماضي، إذ يمر الناس من هناك ويستمتعون بجمالها وتاريخها العريق.
ومع ذلك، لم تنتهي أعمال البناء والتطوير بعد، فالصويرة تشهد على ما نقوم به اليوم. في هذا الوقت، تغيب الجمعيات والبرامج، ويفتقد الناس لروح المواطنة والضمير المهني.
إن الواقع والصورة التي أتحدث عنها تجسدان الصويرة، التي لازالت محبوبة ومعشوقة، ونحن نحترمها ونقدرها بكل ما تحمله من تاريخ وجمال.