الألباب المغربية/ حفيظ صادق
تُعرف مدينة الصويرة بمدينة المهرجانات والفن والسياحة، ومهوى أفئدة الزوار من داخل المغرب وخارجه. استطاعت أن تجمع بين عبق التاريخ ونبض الحاضر، لتكون وجهة الباحثين عن السكينة والجمال. غير أن هذا الجمال بدأ يعتريه ما يعكر صفوه، بفعل ظواهر اجتماعية آخذة في التفاقم، أبرزها انتشار المختلين عقلياً والمتشردين والمتسكعين في شوارع المدينة، لا سيما داخل أسوارها العتيقة التي تشهد توافد الآلاف من السياح يومياً. أصبح مشهد المختلين عقلياً وهم يتجولون بلا هدف في أزقة المدينة أو يجلسون قرب المقاهي والمطاعم مألوفاً لدى السكان، بل ومقلقاً للزوار. بعضهم يتصرف بعدوانية، وقد تصدر عنهم سلوكيات خطيرة تهدد سلامة المارة.
والأخطر من ذلك هو وجود أطفال قُصَّر يعيشون في الشوارع، يتسكعون أمام المحلات والمقاهي، في غياب أي تدخل فعلي من الجهات المعنية لإنقاذهم من التشرد والانحراف. رغم الجهود المعلنة من حين لآخر، فإن الواقع يُظهر فشل المقاربات الأمنية والإدارية في معالجة الظاهرة. فالموضوع لا يُختزل في مطاردة أو إيواء مؤقت، بل يحتاج إلى مقاربة إنسانية واجتماعية شاملة تراعي كرامة هؤلاء الأشخاص وتضمن سلامة المجتمع في الوقت ذاته. غياب التنسيق بين المصالح الاجتماعية والصحية والسلطات المحلية، جعل من الظاهرة كرة ثلج تكبر يوماً بعد يوم، حتى أصبحت تهدد صورة المدينة السياحية.
إن الحل الحقيقي يكمن في إعادة الاعتبار للبعد الإنساني والاجتماعي عبر:
* إنشاء مراكز استقبال ورعاية خاصة بالمختلين والمشردين.
* توفير الدعم النفسي والطبي لهم، وإعادة إدماج القادرين في المجتمع.
* حماية الأطفال من الشارع عبر برامج تربوية واجتماعية فعالة.
* تحسيس المجتمع المدني للانخراط في معالجة الظاهرة لا الاكتفاء بالتفرج عليها.