الألباب المغربية/ فاس ـ جهاد بلمليح
في عصر تتزايد فيه الضغوط الاجتماعية والدراسية والمهنية على الشباب، برزت أهمية الطاقة الروحية كعامل رئيسي للحفاظ على التوازن النفسي والجسدي والعاطفي. هذه الطاقة، التي كثيرًا ما يغفل عنها الشباب، تعتبر القوة الداخلية التي تمنح الإنسان القدرة على مواجهة تحديات الحياة بثقة وهدوء.
الطاقة الروحية ليست مجرد شعور بالراحة، بل هي مصدر إلهام وقدرة على التركيز، تؤثر بشكل مباشر على جودة الحياة. ويؤكد خبراء التنمية الذاتية أن الشباب الذين يعتنون بسلامتهم الروحية يتميزون بقدرة أكبر على التعامل مع الضغوط، واتخاذ قرارات صائبة، وتنمية علاقاتهم الاجتماعية.
يقول الدكتور سامي العلوي، خبير التنمية البشرية، إن “الشباب الذين يخصصون وقتًا للتأمل أو ممارسة الرياضة أو التواصل مع الطبيعة، يلاحظون تحولًا إيجابيًا في مستويات طاقتهم الداخلية، ويصبحون أكثر إبداعًا وإنتاجية.”
من جانبه، يشير الباحث في علم النفس الإيجابي، محمد بلال، إلى أن “الطاقية الروحية لا تتعلق فقط بالممارسات الدينية أو التأمل، بل تشمل كل ما يغذي النفس ويوازن الجسد والعقل، مثل القراءة، والخدمة الاجتماعية، والاهتمام بالعلاقات الإنسانية.”
وفي الواقع، كثير من الشباب بدأوا يدركون هذا الجانب، حيث تنتشر مجموعات وجلسات للتأمل واليوغا، فضلاً عن مبادرات شبابية لتمكين الذات وبناء الثقة بالنفس. وتوضح آية محمد، طالبة جامعية، قائلة: “عندما أخصص وقتًا لنفسي بعيدًا عن الشاشات والمشاغل، أشعر بطاقة جديدة تدفعني لإنجاز مشاريعي بثقة وراحة.”
إن الاهتمام بالطاقة الروحية للشباب ليس رفاهية، بل ضرورة أساسية في عالم سريع الوتيرة، حيث تزداد المخاطر النفسية والجسدية. ومن خلال الاستثمار في هذه الطاقة، يمكن للشباب أن يحققوا التوازن، والإبداع، والنمو الشخصي، ويكونوا أكثر استعدادًا لمواجهة تحديات المستقبل.