الألباب المغربية/ ضعيف عبد الإله
السياسة ليست مجرد كلمة عابرة في معجم التداول اليومي، بل هي جوهر الحياة المشتركة، ومشروع إنساني نبيل ينظم علاقات الأفراد داخل المجتمع، ويُعنى بتدبير الشأن العام، وصيانة كرامة المواطن، وضمان عيشه الكريم. السياسة هي فن خدمة الوطن، لا وسيلة لتخريبه، وهي مسؤولية أخلاقية قبل أن تكون طموحًا شخصيًا.
يؤسفني – كمواطن مغربي غيور على هذا الوطن – أن ألاحظ انتشار العزوف السياسي بين فئات من شبابنا، وكأن الشأن العام لا يعنيهم. إننا بهذا السلوك نترك الساحة فارغة، فتتسلل إليها وجوه لا تحمل هم الوطن، بل تركب على همومه لتحقيق مصالحها الخاصة، فيغيب الصدق، وتغيب النية الحسنة، وتحل محلها المصلحة الذاتية والنفاق السياسي.
أدعو جميع المغاربة أن يعيدوا للسياسة معناها الشريف، فهي ليست مهنة من لا مهنة له، بل هي رسالة أخلاقية، ومجال لخدمة المواطن والمساهمة في بناء مغرب قوي وعادل ومتقدم… علينا أن نحارب العزوف السياسي كما نحارب كل الأوبئة، لأنه ليس في مصلحة الوطن التي نؤمن بها.
السياسة، كما أراها وأومن بها، تنقسم إلى قسمين لا ثالث لهما:
القسم الأول: الصدق، الوفاء، الإخلاص، والتفاني في خدمة الشعب تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
القسم الثاني: الغش، الكذب، والخداع… وهذا يجب أن ننبذه ونتصدى له بكل حزم، لأنه سرطان ينخر جسد الديمقراطية ويشوه صورة الوطن.
إن الدولة المغربية الشريفة آمنت بالتعددية، ورسخت عبر التاريخ مفاهيم الحوار والمشاركة والانفتاح. وهي فضاءات مفتوحة اليوم أمام كل من يحمل في قلبه حب الوطن وحب المواطن، وحب عاهل البلاد المفدى جلالة الملك محمد السادس، الذي نرفع له خالص الدعاء بالصحة وطول العمر، لأنه قائد الإصلاح والنهضة، وسند الفقراء والمستضعفين، وراعي القيم والمبادئ الأصيلة.
رسالتي لكل مغربي ومغربية: لا تتركوا السياسة لمن لا ضمير له، انخرطوا في الأحزاب، شاركوا في الانتخابات، اسألوا وراقبوا وناقشوا، وكونوا جزءًا من الحل لا من المشكلة. فالوطن أمانة، والملك يقود سفينة التغيير، ونحن مطالبون بأن نكون المجدّفين المخلصين الذين يدفعون هذه السفينة نحو المستقبل الآمن والمشرق.
فلنكن جميعًا صناع الأمل، لا ضحايا اليأس، ولنمنح السياسة وجهها النبيل، الذي يليق بتاريخنا وحضارتنا وملِكنا وشعبنا، عاش المغرب حرًّا أبيًّا.