الألباب المغربية/ب. الفاضلي
مما لاحظه المتتبعون للشأن المحلي بإقليم الحوز، تنقل بعض الأحزاب السياسية إلى الإقليم وعقد مؤتمراتها الإقليمية مع تمرير خطابات يشتم من خلالها رسائل انتخابية.
ففي نفس السياق، وفي إطار تتبع تداعيات زلزال الحوز، استقبل بوانو، رئيس مجموعة العدالة والتنمية بمجلس النواب، وفدا من التنسيقية الوطنية للمتضررين من الزلزال يوم 21 يوليوز الجاري في محاولة لإظهار دعم الحزب للضحايا ومتابعة ملفات الدعم المالي وإعادة الإعمار، رغم ذلك أثار هذا اللقاء جدلا واسعا وانتقادات من طرف العديد من المواطنين والنشطاء، الذين شككوا في نوايا الحزب، معتبرين أن اللقاء جاء في توقيت سياسي حرج وقريب من الاستحقاقات الانتخابية، المتضررون عبروا عن استيائهم من الأرقام الرسمية التي أصدرتها الحكومة الحالية التي يقودها حزب الحمامة، واصفين إياها ب”غير الدقيقة” خصوصا عدد الخيام المتبقية التي أعلن عنها والتي لا تعكس الواقع على الأرض، كما أشاروا إلى وجود خروقات وتجاوزات في توزيع التعويضات، تسبب في إقصاء عدد كبير من الأسر التي مازالت تعاني، وفي الوقت الذي يطالب فيه المتضررون بالشفافية والعدالة.
يتهم البعض حزب العدالة والتنمية بمحاولة استغلال معاناة هؤلاء لأهداف سياسية من خلال الترويج للقاءات إعلامية دون تقديم حلول فعلية ومستدامة، على مواقع التواصل الاجتماعي لم تخف الأصوات الغاضبة شكوكها في جدية نوايا حزب العدالة والتنمية معتبرة أن مبادراته ليست أكثر من “مسرحيات انتخابية” تسعى لجني الأصوات، بينما لا يزال المتضررون يعيشون أوضاعا مأساوية، وانتشرت عبارات مثل “الحملة الانتخابية فقط، يبحثون عن الأصوات على ظهر المعاناة”. التأخر في الدعم لا مبرر له، تعبيرا عن الإحباط الكبير من استمرار الأزمة دون حلول ملموسة.
وفي ظل استمرار هذه الانتقادات يبقى السؤال المطروح هل سيقدم حزب العدالة والتنمية مبادرات حقيقية، تخدم مصالح المتضررين، أم سيظل مجرد مشهد سياسي؟! وما هو الدور الحقيقي الذي يجب أن تلعبه الأحزاب السياسية في أزمات الوطن بعيدا عن الإستقطابات السياسية والمزايدات، لكن الكثير من هذه الأخيرة لا تتحرك ولا تفتح دكاكينها لا في الأزمات أو قرب الانتخابات.