الألباب المغربية/ سعيد آيت حم
خلال الحقبة الأخيرة، ومنذ مجيء فوزي لقجع إلى الجامعة الملكية لكرة القدم لاحظنا تلك الطفرة النوعية التي شهدتها كرتنا الوطنية على كل الأصعدة حيث نعد:
نجاح المنتخبات الوطنية في مقارعة الكبار والتوقيع على مسارات متميزة كتأهل المنتخب الأول في مناسبتين متتاليتين للأدوار النهائية لكاس العالم والثالثة في الطريق، مع تصدر الفرق الإفريقية والعربية بعد مجيء الناخب الوطني بعد هيرفي رونار الذي تنبأت بفشله لأن طريقة لعبه تعتمد على الاندفاع البدني الذي لا يناسب اللاعب المتوسطي الذي يبقى تقنيا وقوته في اللعب الجماعي بتسيد المساحات بتآزر اللاعبين… وكان للناخب الوطني، الذي تحاربه بعض الأشباح حاليا، دور في بلوغ نصف نهاية كأس العالم بقطر بعدما وفرت له الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم كل شروط ولوازم النجاح. كما نسجل وبارتياح، وصول كل الفئات العمرية ومنتخبات الإناث لبعض الأهداف المشرفة والتي تبرهن على أن الكرة الوطنية هي على المسار الصحيح… كما وفرت الجامعة الملكية كل الإمكانات والشروط للأندية الوطنية، بل ساهمت في هيكلة المجال الكروي حتى أصبحت له ضوابط واضحة المعالم إن سارت عليه أندية الصفوة لأصبحت أقرب مستوى إلى أكبر الأندية الأوربية منه إلى أندية المحيط الجغرافي والإقليمي…. للأسف، كان تطور أنديتنا تطورا سلبيا مخيبا للآمال، بل أصبحت تشكل سوقا فوضويا وعشوائيا للإنتدابات وبيع هذا وشراء ذاك ومنح التوقيع ومؤخر الصداق ونفقة المتعة وعربون المحبة و…. حتى بهتت ألوان الفرق وأصبحت هجينة… أندية تنتدب فرقا بأكملها، ولاعبون يوقعون بملايين الدراهم ولا يلعبون ولو دقائق معدودة خلال موسم بأكمله، بل يكملون المسار بردهات مصلحة النزاعات…. أصبحت سوق الانتدابات “جوطية” قائمة بذاتها… وضاعت الأندية… رؤساء يقبعون وراء القضبان وآخرون في الطريق…. وضاع الجمهور الذي أصبح ميالا للشغب والعنف عوض الفرجة والمتعة…. وضاع التاريخ والقادم في غياهب المجهول…. بالأمس القريب كان إسم لاعب واحد يجر وراءه تاريخا كبيرا يحفظه الجميع عن ظهر قلب…. فلما نتكلم عن ظلمي رحمه الله، نتكلم عن الرجاء وما دار بالرجاء وأفلاك الرجاء وجمهور الرجاء وفرجة الرجاء ودقة دقة الرجاء…. ولما نتكلم عن اسحيتة أطال الله عمره أمر صور الوداد أمامنا بأمجاد الوداد، بملاحم الوداد وبأحزان الوداد، ولما نتكلم عن المرحوم مصطفى شكري نتكلم في المشترك، الوداد والرجاء معا…. وكذلك بالنسبة لبوأسة بالطاس وبن قصو بالجيش الملكي واحميدوش بالنادي المكناسي والدكتور خراك بالمغرب الفاسي والحاج فرس شافاه الله بالشباب ودليلي بسوق الأربعاء والبوساتي بالنادي القنيطري ومحروس بجمعية سلا و….. اللائحة طويلة وهنا نسرد على سبيل الذكر لا الحصر…. وراء كل ذلك ومع قلة الإمكانيات كانت صحافة رياضية أكاديمية المقاربة يجتهد رجالها رغم قلة ذات يد المنابر والكل يتذكر الحاج الغربي رحمه الله والحاج عبد اللطيف الشرايبي وعلاقته بالدراجة والفاضل أبو السهل والطيب زدوق والخلوق لحمر وخفيفة الظل قائمة بلعوشي والطاهر كمال لحلو شافاه الله وعافاه و…. كانت المتعة تخفي الحاجة وقلة الإمكانيات…. الكاك ضد الرجاء وأنفال واحسينة وبتي عمر والظلمي و…. الوداد ضد فاس وباخا وعبد الخالق و…. كانت للفرق إنتماء وهويات وملامح واضحة…. المدن تتنافس بفرقها…. واللاعبون لهم إنتماء مبني على مسقط الرأس ونتكلم عن الرجاء البيضاوي والوداد البيضاوي والمغرب الفاسي والنادي المكناسي وأولمبيك خريبكة وحسنية أكادير…. ذهبت الفرجة إلى غير رجعة وجاءت الإمكانيات بقرارات سامية وتنفيذ معقلن ومعها الفرق الهجينة كالرجاء المزكلدي والوداد الخريبكي والنادي الرحامني وأولمبيك دار بن قريش و….. تاهت الفرق تحت وقع جهالة بعض الرؤساء الذين جعلوها مطيات لغرض في نفس شمهاروش… لا هوية ولا تكوين ولا برامج…. ينتظرون المنح السخية وفترات الإنتقالات والإنتدابات التي أصبحت نذوب في تاريخ فرقهم… ملايير تصرف وأخرى تجدول والحصيلة واضحة الأصفار…. نرفع القبعة للسي لقجع، إبن الشعب، الذي خرج من بين ثنايا أسر هذا المجتمع واجتهد وكد ولازم المثابرة ….. شكرا السي وليد وطاقمه ورغم ما يقال، أبليت البلاء الحسن ولا ملاحظة لنا عدا مراجعة طريقة التواصل مع رجال ونساء الإعلام لأنهم أذن ولسان المجتمع، ولو زاغ أحدهم عن الصواب أو أخطأ عن غير قصد، فلتكن لك روح الرياضي وقلب الحليم وفؤاد المسامح، فمهما كان، فالصحفي ينقل للشعب ويصغى للشعب… شكرا لهذا الجمهور الرائع الذي لا يبخل على وطنه بدمائه ولا روحه… ونسأل الله الهدايا لبعض المسيرين الذين أضحوا في واد والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في واد…