الألباب المغربية/ محمد اليحياوي
المغاربة انتجوا شتى المصطلحات/التسميات المعبرة على أفعال سلوكية تتنافى والأريحية الجمعية وتترجم بدقة ردة الفعل السلبي إزاءها وذلك من خلال نعوت غالبا ما تكون قدحية… فنجد مثلا.. التبوحيط.. التفلعيس.. التقوليب…التكونيب…التفركيس التنوفيق… التبحليس.. التغوفيل…التقلقيل.. دون أن ننسى ألطف صفة: التبرهيش وهلما جرا… وكل مصطلح له حمولة مناسبة من الشر أو الاستهبال أو الاستغفال… الذي يدركه الناس بحاسة حدسية ولا يجدون له قوانين زجرية ضمن ترسانة قوانين الدولة…
هل يمكن مثلا أن تشتكي شخصا سلك التغوفيل كمنهج لبلوغ غاية ما؟؟ أو أن تعاقب مقولبا حاول استغباءك ؟؟ لذلك تكون المقاومة اللفظية بالنعوت المستهجنة هي السبيل لإحراج صاحب الفعل الدنيئ..
هؤلاء يعيشون بيننا.. ويثيرون الانتباه .. بل يتمتعون بقدرة رهيبة لممارسة هوايتهم أو حرفتهم ويسقطون ضحايا كثر ممن يفتقدون لحس كشف أقنعتهم… ولعل أفضعهم ممارسو التمقليع .. هؤلاء يصلون أحيانا لمبتغاهم بأقل مجهود وأحيانا بدون عناء.. ويستطيع كل منا استحضار نماذج متعددة من هذه الأشكال صادفته في حياته .. وقد تكون إما اقلقته أو استغلته أو استفزته .. وفي ألطف الحالات ربما استحمرته !!