الألباب المغربية/ حبيل رشيد
تتواصل بمدينة ابن أحمد فعاليات المرحلة الثانية من برنامج إدماج وتنمية مستدامة، في تجربة تربوية رائدة تهدف إلى ترسيخ قيم المواطنة البيئية وتعزيز روح الانتماء الجغرافي لدى الناشئة، حيث شارك تلاميذ مؤسسة “اقرأ” في ورشات تفاعلية لإعداد خرائط جهات المملكة المغربية باستعمال لعبة البازل، وهي مقاربة تعليمية حديثة تجمع بين اللعب، التفكير، والتخطيط.
وتأتي هذه المشاركة في إطار تنزيل التوجهات الوطنية الهادفة إلى دمج مفاهيم التنمية المستدامة في المنظومة التربوية، من خلال أنشطة مبتكرة تُحفّز التلاميذ على الإبداع والعمل الجماعي. الورشات التي نظمتها المؤسسة، بتنسيق مع المنسقية العامة للبرنامج، استهدفت ما يقارب 400 تلميذ وتلميذة من مختلف المستويات، ضمن رؤية شاملة تروم تحويل الفصول الدراسية إلى مختبراتٍ للتفكير والتخطيط المستقبلي.
الأستاذ الحسين جناح، المنسق العام للبرنامج، أكد في تصريح له أن هذه العملية تُمثل محطة نوعية في مسار المشروع الذي انطلق سنة 2022 ويستمر إلى غاية 2026، مشيرًا إلى أن مؤسسة اقرأ تمثل النموذج الأول من الجماعات الترابية المشاركة في هذا الورش التربوي على مستوى جهة الدار البيضاء – سطات، بعد أن بصمت على تجربة متميزة في المرحلة الأولى، ونالت سابقًا شارة اللواء الأخضر اعترافًا بجهودها في التربية البيئية.
وأوضح أن استعمال لعبة البازل في إعداد الخرائط الجهوية يُعد وسيلة بيداغوجية فعّالة تُنمّي لدى التلاميذ حسّ الملاحظة والتفكير المجالي، وتمكّنهم من استيعاب التوزيع الجغرافي للمملكة بطريقة مشوقة تُحفّز على النقاش والتحليل. وأضاف أن الهدف من هذه الورش هو جعل المتعلمين فاعلين في بناء المعرفة، من خلال دمج البُعد البيئي والجهوي في العملية التعليمية، وربط المدرسة بفضائها التنموي والمجتمعي.
عرفت الورشات داخل مؤسسة اقرأ أجواءً من الحماس والتفاعل، حيث عمل التلاميذ ضمن مجموعات صغيرة على إعادة تركيب خريطة المغرب، مع تحديد الخصائص المميزة لكل جهة من حيث الموارد الطبيعية، المشاريع الاقتصادية، والمقومات الثقافية. وقد أبدى المشاركون مستوىً عاليًا من الوعي والانخراط، مؤكدين أن التعلم عبر اللعب يُقرّبهم من وطنهم ويجعلهم يكتشفون تنوعه وغناه بطريقة ممتعة وبسيطة.