الألباب المغربية/ حبيب سعداوي – إيطاليا
في فترة ما بعد ظهر أمس السبت 16 فبراير الجاري، تم الوقوف دقيقة صمت في ساحة “بيازا ديلا سيجنوريا” بفيرانس الإيطالية على أرواح الذين لقوا حتفهم في حادثة الشغل التي وقعت الجمعة الماضية بإقليم فيرانس الايطالي؛ حيث كان سوبر ماركت Esselunga قيد الإنشاء، والتي أودت بحياة 5 أشخاص، أربعة منهم من شمال إفريقيا، والخامس مواطن ايطالي. فيما أصيب آخرون بجروح بليغة وكلهم من جنسية رومانية.
وعلى إثر هذه الفاجعة التي خلفت حزن عميق في صفوف الايطاليين والمهاجرين على حد سواء، فقد تحدث العمدة “نارديلا”، بعد عودته فور سماعه الخبر من سفره مباشرة إلى موقع الحادثة قائلا : “إنها مأساة أثرت علينا بشدة، وأود أن أشكر جميع المتطوعين ورجال الإطفاء والحماية المدنية، والمؤسسات المشاركة في عملية الإنقاذ، والآن أكثر من أي وقت مضى علينا أن نلتف ونجتمع بروح التضامن حول عائلات العمال الذين فقدوا أرواحهم ونحن نلتزم في هذه اللحظة من التأمل بأن نكون أكثر اتحادا وأقوى من أي وقت مضى حتى لا يكون هناك المزيد من الضحايا في أماكن العمل مستقبلا”… ومن بين السلطات الحاضرة أيضا، بالإضافة إلى المجلس ومختلف أعضاء مجلس المدينة، رئيس توسكانا أوجينيو جياني ورئيس الأساقفة جوزيبي بيتوري.
وبالإضافة إلى الضحية الايطالي البالغ من العمر 59 عاما، كان هناك أربعة ضحايا آخرين، كلهم من شمال أفريقيا، وهم :
محمد التوكبري 54 سنة من تونس، ومحمد الفرحان 24 سنة مغربي، وتوفيق حيدر 45 سنة مغربي. أما الرابع وهو بوزكري رشيمي، وهو مغربي يبلغ من العمر 56 عاما.
وخلال عمليات التفتيش، ثبت أن المقاول الذي يقوم ببناء Esselunga، هو نفسه الذي تورط في الحوادث التي وقعت في موقع بناء Genoese العام الماضي، وبعقود عمل مختلفة تماما عن عقود مجال البناء.
هذه الشركة تحمل اسم Pavesi Construction Activity (Aep)، ومقرها في مقاطعة پافيا.
وفي برقية مراسلة نيابة عن البابا فرنسيس إلى رئيس الأساقفة بيتوري، وبعد علمه بالحادث المأساوي الذي وقع صباح أمس في مكان بناء سوبر ماركت، والذي أدى إلى وفاة خمسة عمال وإصابة آخرين كلهم من جنسية رومانية، فقد كلف بابا الفاتيكان بالتعبير لعائلات الضحايا عن مشاعر القرب والتعازي مع مشاركته العميقة في آلام المواطن الإيطالي بأكمله، وفي هذه اللحظة الدرامية بشكل خاص، فقد شدد البابا فرانسيس في تجديد النداء من أجل السلامة في أماكن العمل، آملا في التزام أكبر من أولئك الذين يتحملون مسؤولية حماية العمال، وقد شكر الجميع والعاملين في عمليات الإنقاذ.
وفي نفس السياق فقد عبرت نقابة علماء النفس في توسكانا عن اتحادها مع عائلات العمال الذين لقوا حتفهم نتيجة الحادث الذي وقع أمس في فلورنسا. وعن مدى تأثير هذه الخسارة على المجتمع بأكمله، والتي تركت الجميع في حالة صدمة عميقة.
وعلى خلفية سقوط الخرسانة المسلحة، يحاول “أوجينيو جياني” حاكم توسكانا، والذي تابع القصة دقيقة بدقيقة أمس، وقد رجح فرضيته بكون جميع عناصر الخرسانة مسبقة الصنع، إما أن هناك أعطالا هيكلية أو أنه تم وضعها بطريقة غير آمنة، وبكونها في الطابق الرابع، فقد تسببت في سلسلة من الانهيارات وسقطت فوق العمال في الطابق السفلي… لا يوجد يقين؛ سوف نقوم بالتحقيق لمعرفة ما إذا كان للتسريع المحتمل للعمل في الآونة الأخيرة تأثير يضيف حاكم توسكانا.
فيما فتح مكتب المدعي العام (procura ) في “Firenze” تحقيق في القضية دون أي مشتبه بهم حاليا بتهمة الانهيار بسبب الإهمال والقتل غير العمد… يتبع