الألباب المغربية/ محمد خلاف
بالرغم من كل الامتيازات ومظاهر العيش الكريم التي يحظى بها كل غريب في الفقيه بن صالح، فإن الكثيرين منهم يصرون على عزف سمفونية السب والشيطنة والعدائية بخليط من الإيقاعات والألحان الفاجرة؛ هم طبقات يأكلون الغلة داخل بني عمير ويستمتعون بخيراتها؛ ولا يتوقفون على سبّها وكيل الشتائم لها بمناسبة وبغير مناسبة، بطرق أشد عمقا وإيلاما لأكل الغلة وسب الملة تصل إلى قلب كلمة بني عمير إلى لقب قدحي سمته الاستحمار؛ وإطلاق لفظ عروبية على المدينة وعلى أهلها؛ هم طبقات منهم الأستاذ والمحامي والمهندس والطبيب والأمي أيضا؛ نكرات في قراهم الفقيرة؛ ومدنهم القصية؛ لازالت معاولهم وأحذيتهم القديمة؛ وصورهم بلباس الشحاذ الفقير تؤرق مضاجعهم؛ بعدما سكنوا المنازل الفخمة بلاربعا واستمتعوا بخيراتها فأكلوا زيتها؛ وخبزها؛ وركبوا السيارات بمدينة تتسع للكل بصدر الأم دون تميز ولا اختيار؛ وهم لايصدقون ذلك أبدا؛ ينكرون الجميل في أول جملة وتعليق عن المدينة وناسها؛ إنهم كالأعمى الذي يكسر عصاه بعد أن يبصر؛ فليس عليكم أن تردوا جميل المدينة وأهلها؛ بل كونوا أرقى من أن تنكروه؛ ولا تضربوا عرض الحائط بمفهوم صوفي متداول إسمه التسليم لرجال البلاد؛ هم طبقات تسكت دهرا وتنطق كفرا وجحودا في حق مدينة جعلت من الرويبضات منهم ذكورا إلى حين؛ يدركون في قرارة أنفسهم أن نُكران الجميل هو أصل الوضاعة قاطبة. هل تدركون أن المال في الغربة وطن والفقر في الوطن غربة.؟ ؟؟؟ … دوما في جدلية الصراع الدفين بين الأنا والآخر وثقافة رفض الأحسن؛ دون أن ننسى أن هناك طبقات منهم أحبت المدينة وأهلها واندمجوا في انصهار روحي بديع؛ فكان لهم الاحترام والوجاهة والعزة؛ وإلى الطبقتين تقول الفقيه بن صالح ( يخجلني إهتمام شخص لم أصنع له يوماً معروفا، ويؤلمني نكران شخص أشعلت له أصابعي شموعاً)؛ وإليك حبيبتي أقول لا تهتمي بمن أساءُوا إليك.. لقد عَبروا محيطكَ الكبير بزورقهم الوَرقيّ الصّغير فغرقوا فيه تاركين لقلبكَ الجميل مجاديفهم العتيدة كي تُبحر مشاعرك بشكلٍ أفضل… ويغدو العالم من حولكَ أحلى وأجمل؛ فأنت وعد غد وبراعم زنبق؛ أنت نبيذ معتق وخالات نخل السماء؛ أنت أغاني الفرح وجارات قوس قزح؛ أنت لاربعا الفقيه بن صالح….. ويبقى نكران الجميل أسوء عيب عرفته البشرية لأنه يشي بعيوب أكبر. وهو مقياس لمعدن صاحبه؛ ونبذة عن تفاهته..