الألباب المغربية
تحرير مصطفى طه
قام ضيوف المهرجان الدولي لسينما الجبل في دورته الثانية بأوزود، أمس الجمعة 06 شتنبر الجاري، بزيارة لدار المعرفة، التي تهدف إلى الحفاظ على التراث القروي المادي واللامادي لإقليم أزيلال ونقله للأجيال الصاعدة.
وتنتصب “دار المعرفة” بأوزود، التي أحدثتها مؤسسة صوت الجبل للتراث والتنمية المستدامة، كصرح معماري من الجيل الجديد يدعو زوار هذه القرية الجبلية إلى اكتشاف الجوانب الخفية لتاريخ وتراث إقليم أزيلال وجهة بني ملال – خنيفرة ككل.
وبمناسبة هذه الزيارة، التي شارك فيها عدد من السينمائيين، والمخرجين، والمنتجين وشخصيات من آفاق مختلفة، قدمت رئيسة مؤسسة صوت الجبل للتراث والتنمية المستدامة، بهيجة سيمو، شروحات حول هذه المعلمة، التي تضم مكتبة، ومتحفا إثنوغرافيا، يهدفان إلى تسليط الضوء على المكونات الجيولوجية للمنطقة، والتعريف بالجهة ومشاركتها في القضايا الوطنية الكبرى.
وتحتوي دار المعرفة على عدد من القاعات تطلع الزائر على مختلف المكونات الجيولوجية للمنطقة وأساليب عيش سكانها. ويعرض المتحف أيضا أسرار ماضي إقليم أزيلال وأسلوب حياة سكان هذه المنطقة، في مجالات الزراعة وأساليبها ومعاصر الزيتون والنسيج وطرق البناء التقليدية.
كما يعرف المتحف بالحياة اليومية في المنطقة، من خلال عرض قطع مختلفة من الألبسة التي ترتديها النساء والرجال سواء بشكل يومي أو في المناسبات، بالإضافة إلى الصناديق الخشبية المطلية أو المغلفة والمزينة بطرق تقليدية. ويعرض المتحف كذلك قطعا من المجوهرات النسائية مختلفة الأشكال، بالإضافة إلى رموز الوشم، وكذا أدوات ومواد الزينة التقليدية.
ويتناول هذا الفضاء، من جهة أخرى، علاقة المرأة بالماء، حيث يبرز الارتباط الوثيق بين النساء كمصدر للحياة، والماء كشرط لها. ويسلط المتحف الضوء أيضا على أسس الدولة المغربية، وهي إمارة المؤمنين، والمذهب المالكي والعقيدة الأشعرية، والتصوف السني، حيث يبرز تشبث سكان المنطقة بالبيعة ورسوخ الصوفية والحب المطلق لأهل البيت.
وتأخذ دار المعرفة زوارها في جولة عبر الزوايا الرئيسية في المنطقة من خلال صور لم تغفل أيضا الخيول، نظرا لأهميتها في تكريس القيم السامية للمملكة، ودورها البطولي في تحقيق أمجاد الحضارة المغربية. كما يقف الزائر على العديد من مكونات تراث المنطقة، والتي تستعرض الرحلة البطولية للمحاربين المغاربة الأشاوس المنحدرين من منطقة أزيلال.
ويخصص المتحف مساحة للاحتفالات، مثل الفروسية التقليدية (التبوريدة) وفلكلور المنطقة، وطقوس الترحيب التي تعكس الضيافة لدى سكان المنطقة، إلى جانب أشكال احتفالية أخرى. وتندرج الزيارة إلى دار المعرفة ضمن الدورة الثانية للمهرجان الدولي لسينما الجبل المنظم من 3 إلى 7 شتنبر الجاري، بمبادرة من مؤسسة صوت الجبل للتراث والتنمية المستدامة، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وجهة بني ملال ـ خنيفرة، والمركز السينمائي المغربي. ويهدف المهرجان بحسب المنظمين، إلى إدماج جهة بني ملال ـ خنيفرة، وخاصة إقليم أزيلال، في ديناميكية إيجابية باستخدام السينما كرافعة اقتصادية.
ويأتي تنظيم النسخة الثانية من المهرجان الدولي لسينما الجبل في سياق يتسم بأزمة المياه التي تتطلب إعادة التفكير في حلول مبتكرة لضمان حكامة جيدة في تدبير الموارد المائية، وكذا تحديد البدائل الاستراتيجية التي من شأنها تعزيز تنمية هذه المنطقة القروية. واقترح المهرجان على مدى خمسة أيام برمجة غنية تضمنت مسابقة للأفلام، وعروضا سينمائية في الهواء الطلق بالساحة العامة لأوزود، وكذا ندوات ولقاءات من تنشيط مهنيي القطاع ومخرجين مرموقين.