الألباب المغربية/ محمد الدريهم
من بين المدن السياحية المغربية التي تستأثر باهتمام الزوار خلال كل العطل المدرسية وخصوصا منها عطلة الصيف، تعتبر مدينة إفران الوجهة الرئيسية المفضلة لعدد كبير من السياح المغاربة الذين يختارون قضاء هذه الإجازة الصيفية في المناطق الجبلية التي تتميز برطوبة الجوالمعتدل والخضرة التي توفرها الغابات والمروج والمياه رغم قلتها خلال السنين الأخيرة والتي لا تزال تتدفق في الأنهار والوديان وبعض البحيرات التي لا تزال حية بالمنطقة.
هذا وتجدر الإشارة إلى أنمدينة إفران كمدينة صغيرة، بحدائقها العمومية وإقاماتها السياحية، تعتبر مجرد مرقد للزوار لقضاء ليالي أقامتهم ومبيتهم بها بعدما يكونوا قد لبوا دعوتها لهم بضرورة خروجهم للضاحية لاكتشافهم المناطق المجاورة لها وحتى النائية منها شيئا ما وكذا المواقع السياحية بمناظرها الطبيعية الخلابة التي تتميز بها إفران ومنطقة الأطلس المتوسط الأوسط الذي يحتضنها وسط جباله وغاباته الشامخة،
إن الوجهة السياحية إفران في الحقيقة هي بحيراتها وينابيعها وجبالها ومنتزهها الوطني الغني بتنوعه الإيكولوجي والبيولوجي الحيواني والنباتي ومواقعها السياحية المنتشرة بالمناطق النائية والتي تنال إعجاب زوارها، وخاصة السياح المحليين (أكثر من ثلاثة أرباع الوافدين). كما يشجع مناخها على ممارسة عدة رياضات منها المشي والتنزه على الأقدام وركوب الخيل وركوب الدراجات الجبلية والراحة والاسترخاء والترفيه.
ومن هذا المنطلق، تم إنشاء مسارات سياحية للمشي لمسافات طويلة ومناطق للاستراحة وسط المنتزه الوطني بإفران. كما تم إنشاء مرافق أخرى لتعزيز تراثها الطبيعي الهائل، مثلدار الأرزية بغابة “مودمان” والمتحف الإيكولوجي بدار المنتزه بأزرو للتعريفبالتراث النباتي والحيواني المتوفر بمنطقة إفران.
في نفس الاتجاه، لقد تم إنشاء أول ملعب جولف على ارتفاعات عالية (18 حفرة، 100 هكتار) على بعد أقل من 10 كيلومترات من وسط مدينة إفران، من تصميم جاك نيكلوس، مع مرافق الاستقبال والترفيه. كما تم خلق مركز للفروسية راقي “أطلس كراون” داخل المنتزه والذي، بالإضافة إلى خيول باربي العربية التي يقدمها للزوار، يوفر لهم أماكن إقامة مبنيةبمواد محلية، تحترم بيئته؛ كمكان مثالي لإعادة “شحن البطاريات”الخاصة بالزائروسط الطبيعة.
هذا وتتوفر مدينة إفران على منتجع ” قرية الأرز”، المنتجع الأول في الخطة الوطنية لتنمية السياحة الداخلية “مشروع بلادي”الذي يتوفر على مرافق ترفيهية من بينها ملاعب رياضية (كرة القدم، التنس، كرة السلة والكرة الطائرة)، مسبح مغطيومسبح بالهواء الطلق، محلات تجارية وغيرها من المرافق.
ومن حيث العروض السياحية، فإن إقليم إفران، وعاصمته مدينة إفران؛ يتوفر على 73 مؤسسة إقامة سياحية مصنفة (EHTC) موزعة ما بين 17 فندقًا بمجموع 646 مفتاحًا و1351 سريرًا، 07 اقامات سياحيةتوفر 349 مفتاحًا و1483 سريرًا، دار ضيافة واحدة توفر 48 مفتاحًا و96 سريرًا، و10 مأوي سياحية (Auberges) بها 161 مفتاحًا و352 سريرًا، و21 ملجئ سياحي (Gites) بمجموع 108 مفاتيح و280 سريرًا، و07 بنسيونات بها 84 مفتاحًا و168 سريرًا، و08 مزارع الضيافة بها 44 مفتاحًا و88 سريرًا، ومخيم قافلات دولي واحد بها 1000 أماكن تخييم وبسعة 4000 سرير مخيم من الفئة الثانية به 420 مكان للتخييم وبسعة 1680 سرير.
مع الأسف، لا يوجد بإقليم إفران سوى مطعم سياحي مصنف واحد يضم 120 مقعدًا ووكالة اسفار واحدة و11 مرشد للمدن والدوائر السياحية (GVCT) و25 مرشد للمناطق الطبيعية (GEN).
من بين المشاريع الاستثمارية السياحية التي يعرفها بإقليم إفران؛ سجل هذا الأخير سنة 2023، افتتاح 09 وحدات للإيواء السياحي تحتوي على 279 مفتاحا و788 سريرا وإحداث 279 منصب شغل باستثمارات إجمالية قدرها 233.670.000.00 درهم.
أما المشاريع التي توجع على قيد الإنجاز، فيبلغ عددها 28 وحدة ستوفر 498 مفتاحا و1182 سريرا مع إحداث 461 منصب شغل. وتبلغ التكلفة الإجمالية لهذه الاستثمارات 259.293.697.00 درهم.
كما لا يزال إقليم إفران يتوفر على حوالي 14 وحدة في إطار المشاريع قيد الدراسة ستوفر 129 مفتاحا و274 سريرا وإحداث 123 منصب شغل بميزانية إجمالية قدرها 67.713.340.00 درهم. أما المشاريع التي لم تبدأ الأشغال بها بعد؛ فعددها 12 وحدة باستثمارات إجمالية تبلغ 42.329.510.00 درهم، تتسع لاستقبال 400 سرير و133 مفتاحاً مع حوالي 117 وظيفة. ناهيك عن المفاتيح الـ 114 لـ 06 مشاريع أخرى خاملة.
وفي مجال مشاريع التنمية السياحية، شهد إقليم إفران إطلاق مشروع سياحة الفروسية في إطار التعاون اللامركزي بين جهة مركز فال دو لوار الفرنسية وجهة فاس مكناس لتحقيق الأهداف التالية: تنمية سياحة الفروسية من خلال إحداث مراكز فروسية مستوفية للمعايير الدولية بمبلغ 130.000 يورو بتمويل مشترك من صندوق الدعم المشترك للتعاون اللامركزي الفرنسي المغربي (صندوق الدعم المشترك للتعاون اللامركزي الفرنسي المغربي) ويهدف إلى تطوير أربعة مكونات وهي: تطوير وتعزيز المسارات مع تدريب المهنيين، ودعم وضع استراتيجية جهوية لسياحة الفروسية، وإجراء تشخيص لجهة فاس مكناس، وأخيراً، الترويج والاستفادة من المشروع: فعاليات للترويج للدوائر الجديدة…
في إطار تنمية السياحة بالمناطق النائية لجهة فاس مكناس كذلك، وبهدف التعريف بالمنطقة سياحيا، رُصدت ميزانية تقدر بحوالي 11.8 مليون درهم، منها 7.3 مساهمة من جهة فاس مكناس و4.5 مساهمة من الشركة المغربية للهندسة السياحية (SMIT)لمشروع هام تتمثل أهدافه في توفير سهولة الوصول إلى مختلف المواقع السياحية وجعل المنطقة بأكملها مرئية ومقروءة من خلال وضع لافتات سياحية مناسبة ومكيفة مع تحسين التجربة السياحية للزوار، والمساهمة في تنمية السياحة وتشجيع الاستثمار في السياحة بالمنطفة.