الألباب المغربية/ محمد عبيد
في ليلة رمضانية وفي أجواء روحانية امتزجت فيها عطور الثقافة والفن الأدبي والشعري جرت ليلة السبت 12 رمضان الكريم 1445ه الموافق ل23 مارس 2024، مراسيم افتتاح المقهى الثقافي الأرز بمبادرة من جمعية ثايمات نايت فاصكا اوگماس للتنمية والمحافظة على البيئة إقليم إفران وبمباركة من شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب…
واعتبر حفل افتتاح المقهى الثقافي الأرز بادرة استحسنها الحضور لما عرفه من فقرات ركزت في مجملها على ترسيخ الموروث والتراث والثقافة الأمازيغية…
واندرج تنظيم هذا الحفل رغبة من المنظمين في الخروج بالفعل الثقافي من القاعات المغلقة، وتغيير الصورة المتداولة السلبية اللصيقة بالمقاهي التقليدية، وأيضاً السعي إلى كسر نخبوية الثقافة، باتخاذ مبادرات لتحويل بعض المقاهي إلى فضاءات ثقافية وأدبية، من أجل تجاوز عجز المؤسسات الثقافية، وتقريب مختلف ضروب الأدب والفن والثقافة إلى الناس.
أمسية استمتع خلالها الحاضرون بفقرات ثقافية متميزة شكلا ومضمونا لا من حيث الفضاء وتنوع الفقرات من جهة، ولا من حيث المضمون وطبيعة الحضور وموضوع النقاش من جهة أخرى..
وقد كانت أقوى اللحظات تلك الفقرة التي تم خلالها تقديم الديوان الشعري “أقوال الهوس” لكاتبه الشاعر الأمازيغي محمد البوسعيدي الذي اتحف الحضور بأبيات شعرية أغلبها ترافعية عن الأمازيغ والأمازيغية، علاوة على اسعيد أعبة الشاعر العصامي الذي اتحف اللقاء بقصيدة ملحمية تاريخية أمازيغية مميزة وهادفة.
اللقاء زين بتراسيم فنية لعازف الوتر توفيق الذي رافق المتدخلين واتحف اللقاء. وقد تخلل اللقاء تسليم شواهد تقديرية من طرف الجمعية المنظمة لشخصيات جمعوية ومناضلة ساهمت في إنجاح اللقاء، دون إغفال للعنصر النسوي خاصة الحاجة يطو الرحيوي ورحمة مومن اللتان زينتا اللقاء وزدناه رونقا وجمالا.
وعن هذا الحفل قال الأستاذ رشيد خوسي منشط اللقاء ورئيس الجمعية بأن “هذه الأمسية لها بُعد ثقافي محض.. لقد جاءت هذه التجربة رغبة منا في الخروج بالفعل الثقافي من القاعات المغلقة، وتغيير الصورة المتداولة السلبية اللصيقة بالمقاهي التقليدية، وأيضاً السعي إلى كسر نخبوية الثقافة، خاصة وأن المناسبة تهم الانفتاح على الثقافة المغربية عموما والأمازيغية على وجه الخصوص نظرا لظرفية وزمان اللقاء، لهذا حاولنا استقطاب وجوه محلية معروفة في الشعر الأمازيغي، إلا أننا فوجئنا بتنوع الشرائح الاجتماعية التي حضرت نشاطنا وتفاعلت معه… نسعى إلى تكريس هذا النشاط بشكل مداوم سعيا لتوسيع أبعاده وتوسيع الأنشطة الثقافية داخل المقاهي كونها الأمكنة التي تعتبر مواقع كتابة لعدد من الأدباء والشعراء قبل أن تتحول أيضاً إلى حيز تداول ونقاش.”…
وتبقى إشارة الإشادة بصاحب مقهى الأرز بأزرو الذي فسح للجهة المنظمة الفرصة لاحتضان هذا النشاط المتميز في ظل عدم رغبة عديد من أصحاب المقاهي في دخول المغامرة الثقافية، بحكم تغليب الهاجس التجاري، وغياب الوعي والقناعة بأهمية فتح فضاءاتهم للثقافة..