الألباب المغربية – حميد اليحياوي
يظن أغلب الناس من المغرومين بالبطولات الأجنبية الاحترافية في أوروبا أو غيرها أن الاحترافية تكمن في الإمكانيات وضخامة رؤوس أموال الفرق، وثقل أسماء اللاعبين والنجوم التي تلعب لها إلى درجة تجد حديثهم يدور عن ذلك دون أن ننسى ولعهم بمشاهدة مقابلاتهم خاصة تلك الفرق التي يناصرونها، إلى درجة الفرح لفوزها، أو الحزن لخسارتها يتلونون بألوان فرقهم ويتنافسون على اقتناء قمصانهم الرياضية إلى درجة أن البعض يتسمى بأسماء لاعبيه المفضلين في ظنهم أنها كذلك من الاحترافية ولكن هل الاحترافية هي كذلك؟
في الحقيقة ما ذكرته سابقا هو فعلا جزء من عالم الاحتراف في كرة القدم.
ولكن قبل الماديات هناك جزء مهم وأهم ألا وهو احتراف الذهنيات نعم، العقليات بمعنى آخر، وهنا نسأل أنفسنا؟ هل نحن بذلك المستوى؟ هل نحن على قدر المسؤولية في تحقيق ذلك؟ والجواب هو لا.
اندهشت عندما أعلن عن انطلاق بطولة احترافية في بلادنا، والحقيقة أن دهشتي زادت عندما شاهدت مستوى الفرق، والعقليات التي مازالت تسير بها الفرق، فأدركت حينها أن الاحتراف في بلادنا لا يحمل من المعنى سوى لفظه.
نعم الاحتراف في بلادنا يتكلم عليه البعض وكأنه يلعب على جهاز بلايستيشن، عفوا ولو أن ذلك حقيقة غير أننا بعيدون عن ذلك، والدليل في ذلك العنف داخل الملاعب، ولعل واقعة مقابلة الرجاء والجيش الملكي في بداية مشوار البطولة تبرز بجلاء مستوى المتدخلين في اللعبة (المسير- اللاعب – الجمهور) الذي لا يرقى إلى مستوى الهواية أو فرق الأحياء فبالأحرى الاحتراف.
فقد كثر اللغط والقيل والقال حول هذه الواقعة، ومن منظوري الخاص فالمسؤولية تتحملها الأطراف الثلاثة ولكن بدرجة متفاوتة أقصاها الجمهور الرجاوي الذي انهال على لاعبه السابق (الهبطي ) بالسب والقذف بعبارات نابية في حق والدته الشيء الذي استفز اللاعب وعاش معه ضغطا رهيبا وهو يسمع صافرات الاستهجان مرفوقة بالسب والقذف ورد على الجمهور بتلك الفرحة عقب تسجيله إصابة التعادل وهو ما جعله يتلقى وابلا من الشتائم من الجمهور الرجاوي الذي لا يفرق بين الاحتراف والانحراف شأنه في ذلك شأن الناطق للفريق الذي زاد الطين بلة بتصرفه المشين تجاه اللاعب وهو المفروض فيه أن يكون أب اللاعبين في كل الفرق بحكم مسؤوليته داخل الفريق وداخل العصبة الاحترافية.
فالاحتراف الحقيقي في تقديري أولا لابد أن يكون احتراف العقليات والذهنيات نحو تسيير أفضل يجعلنا نتطلع نحو بطولة احترافية بكل المقاييس تجعلنا على قدم المساواة مع البطولات الأخرى.
أين نحن من الاحتراف ؟ واقعة الرجاء والجيش الملكي نموذجا..
اترك تعليقا