مصطفى طه
افتتحت أمس الأربعاء 27 شتنبر 2023، بمراكش، أشغال المناظرة الإفريقية الثانية للحد من المخاطر الصحية، تحت شعار “الصحة في إفريقيا: الماء، البيئة والأمن الغذائي”، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمشاركة ثلة من الشخصيات البارزة من بينهم فاعلون في المجال السياسي، وخبراء وممثلو مؤسسات علمية وأكاديمية على الصعيدين الإفريقي والعالمي.
وتميزت الجلسة الافتتاحية لأشغال هذه المناظرة، المنظمة على مدى ثلاثة أيام، بقصر المؤتمرات بمدينة مراكش، ترأس البروفيسور سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي الأسبق، أشغال جلسة المناقشة الأولى، تحت عنوان “الكوارث الطبيعية: الحد من المخاطر وإدارة الطوارئ”.
وبالمناسبة، قال رئيس الجلسة في كلمة له، أن: “هذه الفاجعة أبرزت قدرة المملكة المغربية على التفاعل السريع، والصلابة الكبيرة التي تتميز بها بلادنا في مواجهة التحديات والصعاب”، مؤكدا أن السخاء الذي عبر عنه المغاربة في هذه الكارثة “اعترف به العالم وأشاد به”.
وتابع البروفيسور المذكور، متحدثا، أن: “الزلزال بين للعالم أن المغاربة موحدون وملتفون حول ملكهم بشكل لا يصدق، ما ساهم في إبراز وتعزيز مكانتهم في العالم”، لافتا إلى أن “الحزن الشديد عم البلاد بسبب الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز وألحق الضرر الكبير بساكنتها”.
وأضاف المصدر ذاته، قائلا، أن: “الزلزال جعل 300 ألف شخص من دون منزل، وقرى بأكملها تم محوها من الخريطة”، مؤكدا في نفس الوقت، أنه: “أثر على عدد كبير من الأطفال والمدارس والأماكن التاريخية التي تأثرت بشكل كبير بسبب الهزات العنيفة”.
وفي هذا الصدد، أشاد أمزازي، بالتدخل الملكي السريع والأوامر التي أعطاها الملك لتعبئة كل الجهود لإنقاذ الساكنة المتضررة، وضمان توصلها بالماء والمواد الغذائية في الأماكن غير القابلة للولوج، التي استعملت فيها المروحيات لإيصال الإمدادات الأزمة.
وصلة بالموضوع، اعتبر رئيس الجلسة سالف الذكر، قائلا، أن: “مرحلة إعادة البناء ستكون مهمة وصعبة الإنجاز، في مسار سيكون طويلا”، مضيفا في نفس الوقت: “لكن لا شيء يمكن أن يوقف الأمة المغربية”، كما أكد على “أهمية التركيز على ضرورة إعادة البناء من خلال دفتر تحملات واضح يشترط بناء بجودة عالية، ويأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات الثقافية لسكان المناطق المتضررة”.
وأورد سعيد أمزازي، قائلا، بأن: “ترميم ما هدم “لن نتمكن من القيام به من دون استشارة السكان، ومن خلال احترام خصائصهم وتوفير مواد بناء إيكولوجية ومحلية وفق برنامج مندمج يشمل العديد من الأماكن التي تضررت”، معتبرا أن “إعادة البناء فرصة لامتصاص العجز الاجتماعي وتوفير فرص الشغل للساكنة المحلية”.
وأكد الوزير السابق، متحدثا، أن “المغاربة قادرون على قلب الموازين واستثمار الذكاء المحلي لإنجاح عملية إعادة البناء”، مشيرا بأهمية التركيز على الجوانب الاقتصادية الكبرى للمنطقة، وتحقيق التنمية والسياحة المستدامتين، ومطالبا بضرورة تسليط الضوء على الفرص المتاحة، لـ”نعيد إلى المتضررين من الزلزال كرامتهم التي تأثرت بشكل كبير”.
ومن المنتظر، أن تقدم أشغال هذه المناظرة تقييما لتحديد مدى تنفيذ توصيات النسخة الأولى والخروج بتوصيات جديدة ملزمة، تهدف مساعدة صناع القرار على اتخاذ خيارات استراتيجية في وضع السياسات والنظم الصحية، من خلال تحديد الممارسات الجيدة في مجال الحكامة والتمويل والاستدامة المالية بالقطاعات المعنية، من أجل الحد من المخاطر الصحية وتعزيز الأمن الغذائي والمحافظة على النظم البيئة، لما لها من تأثير مباشر على الصحة العامة وعلى جودة الحياة.
حري بالذكر، أن جلسة المناقشة الأولى عرفت مشاركة خبراء وأكاديميين، كسارة التويرسي من المغرب، والفرنسي ديفيد خياط ،والكينية دانييلا مونبيني، والمغربية سناء الصايغ، والإثيوبي وسام منكولا، والمغربي زين الدين عمومو، والخبير بمنظمة الصحة العالمية المصري علي أردلان، وأحمد بن لخادم من المغرب، وادوارد وولانتس خبير جيولوجي من السلفادور، ومن جنوب إفريقيا سولومون راتيمان، ورضوان ربيع من المغرب، وباتريك ماتيتا من زيمبابوي، والسنيغالية داودا ضيوف، والمغربي حسن ايبوه، وكيارا ديملا من الفلبين.
كما شهدت الجلسة المذكورة، موضوعات فرعية، ك”دور الباحثين والجمعيات العلمية في التحسيس بالمخاطر الطبيعية”، فضلا عن “تعزيز النظم الصحية خلال الكوارث وضمان العدالة الصحية” زد على ذلك “التأثير والعواقب الطبية للزلازل”، وكذلك “لإدارة الكوارث”، بالإضافة إلى “الاستدامة كمنهجية للحد والوقاية من مخاطر الكوارث الطبيعية.
كما يتميز برنامج هذه التظاهرة، بالتوقيع على عدد من الكتب لمؤلفين مرموقين وباحثين ومختصين وخبراء.