بلال الفاضيلي
تعاني زاكورة من تهميش وظلم كبير، على مستوى العدالة المجالية الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والرياضية، والسياحية، والتربوية منذ سنوات خلت، في ظل عدم اهتمام المسؤولين المعنيين، والمنتخبين السياسيين الإقليميين والمحليين بالأوضاع المزرية للإقليم والمدينة، التي لا زالت تعيش على وقع الهشاشة، والإقصاء، والفقر، والبطالة، ومظاهر التخلف على جميع المستويات بدون استثناء.
وعلاقة بالموضوع، الفنان المغربي نعمان لحلو، تغنى بجمالية زاكورة وموروثها التاريخي والطبيعي في أغنية “الغزالة زاكورة”، لكنها ليست كذلك، بل العكس فهي المأساة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
وفي سياق متصل، نعمان لحلو حاول من خلال كلمات الأغنية، وصف جمال وسحر زاكورة التي تتسم بمناظر جميلة خاصة، لكن كان ذلك في زمن الخير والعطاء، فالأغنية المذكورة عن المدينة لا تعكس الواقع الحقيقي، بل هي سيناريو لتاريخ المنطقة تغنى به في صالات فندق خمس نجوم، وتقاضى الملايين من أموال الساكنة المحلية التي تعاني في صمت.
كان على الباحث الموسيقي سالف الذكر، أن يقوم بجولة تفقدية للوقوق وبالملموس على معاناة سكان المنطقة الذين يعانون ويلات القهر، والفقر، والحاجة، الناتج عن سوء التسيير والتدبير، وكما يعلم الجميع أن إقليم زاكورة التابع ترابيا لجهة درعة تافيلالت ليس كباقي الأقاليم، إذ يعتبر في نظر الكثير من المواطنين المغاربة أرض المنفى، فالعقوبات التأديبية التي تطال بعض الموظفين من رجال السلطة وغيرهم، يتم نقلهم نحو “الغزالة زاكورة”، فهذه المنطقة المهمشة بكل المقاييس، تفتقر لكل مقومات المدينة الحضرية، لا مستشفيات في المستوى، ولا معاهد عليا، ولا نواة جامعية، ولا وحدات صناعية، فقد تتوفر المدينة على شارع واحد يتيم، يقطع زاكورة طولا وعرضا، هذا من جهة.
من جهة أخرى، مرض “البيوض” أو مرض “الفيوزاريوز”، يهاجم كلا من أشجار النخيل التامة النمو والفتية على حد سواء والفسائل، بالإضافة إلى ظاهرة الحرائق التي تلتهم العديد من هكتارات واحات زاكورة، والتي تتسبب في إتلاف الكثير من النخيل وأشجار أخرى، خاصة مع غياب مسالك طرقية لهذه الواحات، زد على ذلك الجفاف الذي عمَّق معاناة المزارعين.
كما أن مدينة زاكورة، تعرف تنامي هجرة أغلب شباب دواويرها نحو المدن الكبرى كالدار البيضاء، والرباط، ومراكش، وطنجة، وذلك بسبب السياسة المتبعة من الحكومة، التي تنبني على منهجية عدم المساواة بين المدن الاستراتيجية ونظيرتها الصغرى، بحيث أن المدن الكبرى، تشكل وعاء تتمحور من خلالها مشاريع تنموية، وتخلق مناصب شغل مباشرة وغير مباشرة.
وفي الختام أريد أن أوجه رسالة مباشرة للسلطات المحلية، ومنتخبي إقليم زاكورة عامة والمدينة خاصة، عوض أن تقوموا بتنظيم المهرجانات وأن الأموال التي تصرف عليها تصنف في خانة تبذير للمال العام، في حين أن هناك مواطنون يتدورون جوعا، وقد صدق المثل الشعبي المغربي “أش خاصك العريان؟ قال : “خاصني الخاتم أمولاي”.