الألباب المغربية/ يونس المنصوري
في قرية القباب، حيث تبدو الحياة وكأنها متوقفة في حقبة ما قبل التاريخ، يتحدثون عن تنظيم مهرجان! نعم، مهرجان… لا تستغرب! لأنك ستستمتع بالرقص على ألحان الفقر، وستُضرب الطبول على إيقاع الطرق المتهالكة، وستشاهد عروضاً حية لكيفية البقاء على قيد الحياة بدون مستشفيات أو مدارس.
كيف لا نحتفل؟ فالقرية تعيش “رغداً” بطرق غير معبدة، والشباب يُبدعون في فن “الهجرة الجماعية” نحو المدن، والبطالة؟ مجرد فرصة لتطوير مواهب الصبر! أما المدارس، فهي متاحف مفتوحة للذكريات القديمة، حيث يمكنك التعرف على العصور التي كان فيها التعليم حقاً وليس مجرد حلم بعيد.
وبينما يرقص المسؤولون على منصات المهرجان، يمكننا نحن سكان القباب أن نصفق لهم بحرارة، ليس فرحاً، بل تصفيقاً على قدرتهم العجيبة في تجاهل الواقع. هل هناك أجمل من مهرجان يُنظم وسط كل هذا البؤس؟ مهرجان يُتيح لنا، ولو لوقت قصير، نسيان أن الطريق إلى أقرب مستشفى هو مغامرة تحتاج إلى فيلم وثائقي.
لذا، شكرًا لكم أيها المسؤولون على “الاحتفال” بنا. نعدكم بأن نكون جمهورًا متحمسًا، نرقص على أنغام المعاناة ونصفق على إيقاع التجاهل!