الألباب المغربية/ محمد الحجوي
شهدت منطقة أولاد عزوز بإقليم النواصر، صباح اليوم الإثنين، حالة استنفار أمني مكثفة، وذلك على خلفية تهديد الرئيس السابق للجماعة القروية بإحراق نفسه احتجاجاً على قيام السلطات المحلية بهدم مستودعات يملكها.
تحركت على إثر ذلك عناصر متعددة من الدرك الملكي والقوات المساعدة والسلطات المحلية، مدعومة بفرق الوقاية المدنية وسيارات الإسعاف، بشكل عاجل نحو موقع المستودعات. كان الهدف من هذا التحول الميداني تأمين عملية الهدم والاستعداد لأي طارئ، خاصة بعد أن هدد الرئيس السابق علناً بالانتحار عبر إضرام النار في جسده باستخدام مادة البنزين.
وفي مشاهد متداولة عبر التسجيلات المصورة، ظهر الرئيس السابق وهو يحمل قنينة بنزين، مهدداً بتنفيذ وعيده في محاولة يائسة لإيقاف جرافات الهدم. وعلّق خلال تلك التسجيلات بأن إجراء السلطات يعتبر متسرّعاً ويمس بحقوقه، مؤكداً أنه لن يقف مكتوف اليدين أمام ما يراه ظلماً. وقد بذلت أطراف محلية ووجهاء جهوداً مكثفة للتدخل وتهدئته وإقناعه بالتراجع عن تهديده، وسط أجواء متوترة ومراقبة حذرة من الحاضرين.
تعود جذور هذا الاحتجاج المثير إلى خلاف قانوني حاد حول الوضعية٣ القانونية لتلك المستودعات. من جانبها، تؤكد الجهات الرسمية أن هذه البنايات شيدت بدون ترخيص قانوني، وبالتالي فهي تعد بناء عشوائياً يجب إزالته. في المقابل، يشدد المعتصم على أنه سبق أن تقدم بملف لتسوية الوضعية القانونية للمستودعات، ويستند في احتجاجه إلى أن المحكمة الإدارية لم تصدر بعد أي حكم نهائي يقضي بهدمها، مما يجعله يعتبر تدخل السلطات التنفيذي تجاوزاً على سلطة القضاء.
لم تكن هذه الحادثة معزولة، بل هي جزء من حملة أوسع تشنها السلطات بتراب إقليم النواصر تستهدف هدم المستودعات والمخازن العشوائية غير المرخصة. وتصنف هذه الحملات تلك المنشآت على أنها تساهم في تفاقم الفوضى العمرانية، كما تشكل مخاطر حقيقية على السلامة العامة.
يذكر أن منطقة أولاد الطيب المجاورة شهدت استنفاراً أمنياً مشابهاً في يناير 2023، لكن لأسباب مختلفة، تمثلت في مداهمة مصنع سري لصنع مواد كيميائية خطيرة.
أعادت هذه الواقعة المثيرة إلى الواجهة النقاش حول إشكالية البناء العشوائي بالضواحي، والإشكاليات القانونية المرتبطة بها. كما سلطت الضوء على التحديات التي تواجهها السلطات في عملية فرض القانون، خاصة عندما تتداخل فيها المصالح مع شخصيات محلية سابقة.
لا تزال الأجواء في الموقع متوترة رغم استمرار عملية الهدم، بينما ينتظر الجميع تطورات الموقف، في مشهد يجمع بين القانون والاحتجاج والمشاعر الإنسانية المتأزمة.