الألباب المغربية
تم، أمس الجمعة 27 أكتوبر الجاري بأديس أبابا، تسليط الضوء على التنوع الثقافي للمغرب باعتباره ملتقى للحضارات، والهوية الإفريقية للثقافة المغربية، وذلك خلال مائدة مستديرة حول “الصناعات الثقافية والإبداعية واستعادة الممتلكات الثقافية“.
وأكدت سفيرة المغرب لدى إثيوبيا وجيبوتي، نزهة علوي محمدي، في كلمة خلال هذا اللقاء، أن المغرب، الذي يتميز بتاريخه الغني وتنوعه الثقافي، عمل دائما على الحفاظ على تراثه الثقافي وتثمينه.
وشددت علوي محمدي على أن الهوية الإفريقية للثقافة المغربية تعد عنصرا أساسيا يشكل تنوع وغنى تراث المملكة، مذكرة بأن المغرب، باعتباره ملتقى للحضارات، تمكن من خلق تعايش فريد بين مختلف تراثه الثقافي.
وأبرزت، خلال هذه المائدة المستديرة التي نظمتها سفارة المغرب بأديس أبابا بالتعاون مع ممثلي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) والمنظمة الدولية للفرنكوفونية، أن المملكة وضعت الثقافة في صلب سياساتها العمومية وكذا في صلب التعاون الإفريقي المثمر الذي يهدف إلى المساهمة في تحسيس الأفارقة بأهمية تراثهم.
وأشارت الدبلوماسية المغربية في هذا الصدد إلى المعرض الكبير “فن بنين: الأمس واليوم، من الاسترداد إلى البروز”، الذي احتضنه متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط خلال الفترة الممتدة من 18 يناير إلى 15 ماي 2023.
وأضافت أن المغرب نفذ العديد من المبادرات والسياسات بهدف الحفاظ على هويته الثقافية، بما في ذلك إدراج العديد من عناصر تراثه الثقافي غير المادي على قائمة اليونسكو، والاستثمار في ترميم المواقع الأثرية والتاريخية.
وفي معرض تطرقها لثراء وتنوع التراث الثقافي الإفريقي قالت السيد علوي محمدي “إنه تراث يوحدنا كأفارقة، ويعزز تضامننا ويشكل هويتنا كقارة”، مشددة على أهمية الحفاظ على التراث الإفريقي وتثمينه.
وأشارت إلى أن هذه الأهمية زادت في الآونة الأخيرة، خاصة بالنسبة للأعمال الفنية الإفريقية الكلاسيكية التي لا تزال متواجدة خارج القارة، وهو ما يحرم البلدان الإفريقية من تراث ضروري لتاريخها وهويتها.
وشددت في هذا السياق على أن استعادة التراث الثقافي الإفريقي لا تقتصر فقط على استعادة القطع الفنية، بل تهدف إلى الحفاظ على تاريخنا وقيمنا وثقافاتنا ونقلها إلى الأجيال القادمة، موضحة أن هذا الأمر سيجعل ثقافتنا أكثر ثراء وتنوعا وتألقا في مختلف أنحاء العالم.
وقالت في هذا الصدد إن استعادة الممتلكات الثقافية الإفريقية يتطلب تعاونا وثيقا بين البلدان الإفريقية وحوارا بناءا مع البلدان التي تحتفظ بهذه الممتلكات.
وشددت علوي محمدي على أن الأفارقة مدعوون للعمل معا لتحقيق هدف مشترك يتمثل في إعداد سياسات قارية ووطنية تهدف إلى حماية وتثمين تراثهم الثقافي، لا سيما من خلال رفع مستوى وعي الأجيال الشابة بأهمية معرفته والحفاظ عليه.
كما أكدت على أهمية مشاركتهم في تنفيذ سياسات ملائمة لدعم تطوير القطاع الثقافي والإبداعي، مما سيسهم في تحقيق التنمية المستدامة للقارة.
وتخللت هذه المائدة المستديرة، التي تميزت بمشاركة مسؤولين إثيوبيين رفيعي المستوى وعدد من كبار مسؤولي الاتحاد الإفريقي ومنظومة الأمم المتحدة وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في أديس أبابا والعديد من الشخصيات الأخرى، حلقات نقاش تناولت، من بين مواضيع أخرى، “مكانة استعادة الممتلكات الثقافية في الصناعات الإبداعية”، و”الصناعات الإبداعية واستعادة الممتلكات الثقافية: أية سياسات عمومية؟” و”نماذج ناجحة لاستعادة الممتلكات الثقافية: حالة بنين”.