الألباب المغربية
أكد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، الاثنين 05 فبراير الجاري، أن الحكومة وضعت تصورا جديدا لإصلاح منظومة التعليم العالي والبحث العلمي، يستجيب للتحولات الهيكلية التي تعرفها المملكة.
وأوضح أخنوش، في معرض جوابه على سؤال محوري بمجلس النواب في إطار جلسة المساءلة الشهرية حول موضوع “إصلاح المدرسة العمومية وتجويد منظومة التربية والتكوين”، أن الحكومة قامت بإعداد رؤية استراتيجية متجددة، من خلال المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، الذي يهدف إلى تحقيق تحول نوعي في الجامعة المغربية، بمقاربات بيداغوجية جديدة وفق المعايير الدولية.
وأكد أن الغاية من هذا الإصلاح البيداغوجي الجديد هي تجاوز الصعوبات والإكراهات التي تعاني منها الجامعة المغربية وتقليص معدلات الهدر الجامعي، إضافة إلى تمكين الطلبة من المهارات الجديدة للتكيف مع مختلف المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية، والتمتع بالمهارات التقنية والسلوكية لولوج سوق الشغل.
وأشار رئيس الحكومة إلى أن السنة الجامعية 2023 – 2024 شكلت بداية الانطلاق الفعلي لتنزيل المنظومة الجديدة للتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، حيث تم تفعيل مجموعة من الأوراش المتعلقة بإرساء نموذج بيداغوجي جديد والنهوض بالبحث العلمي والابتكار وتعزيز منظومة الحكامة في تدبير القطاع، لافتا إلى إطلاق الوزارة الوصية على القطاع 58 مسلكا جديدا لها ارتباط مباشر مع مختلف المستجدات التي تعيشها المملكة، تأخذ بعين الاعتبار أولويات التنمية المحلية والجهوية وتدبير المجالات الترابية.
وأبرز في هذا الإطار، أن عدد الطلبة الجدد بلغ 344 ألف طالب خلال السنة الجامعية 2023-2024، بزيادة إجمالية تقدر بـ 6.7 في المائة مقارنة مع فترة 2022-2023، مع تسجيل استحواذ الجامعة العمومية على أزيد من 314 ألفا من التسجيلات الجديدة بنسبة 91 بالمائة من الطلبة الجدد في الجامعات بمختلف أنواعها، مشيرا إلى تطوير وتنويع مسالك التكوين بسلك الإجازة، ليصل مجموع المسالك المعتمدة إلى 1.037 مسلكا خلال هذا الموسم مقابل 570 مسلكا خلال الموسم الماضي.
وفي ما يتعلق بالنهوض بالبحث العلمي والابتكار وملاءمته مع الأولويات التنموية الوطنية، لفت أخنوش إلى تفعيل مجموعة من التدابير، تشمل إطلاق برنامج طموح لتكوين 1000 طالب دكتوراه من الجيل الجديد بمشاريع بحثية متميزة تروم الاهتمام بالأولويات الوطنية، وإحداث 3 معاهد موضوعاتية للبحث في المجالات ذات الأولوية كالماء والبيو-تكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، فضلا عن مواصلة تعميم مدن الابتكار، حيث تم إحداث 6 مدن جديدة و 3 مدن أخرى في طور الإنجاز بميزانية استثمارية تقدر بـ 200 مليون درهم.
وفي نفس السياق، يضيف أخنوش، تم إطلاق مسارات جديدة تحت اسم “مسارات التميز” يمكن الولوج إليها بعد استكمال سنتين من الدراسة بنجاح بمؤسسات التعليم العالي ذات الاستقطاب المفتوح، حيث تم إحداث 63 مركزا للتميز توفر 113 مسلكا جامعيا، مشيرا إلى الأن الأمر يتعلق بتجربة جديدة تهدف إلى خلق جسور مرنة بين التخصصات والمؤسسات الجامعية.
ولدعم مساهمة الجامعة المغربية في تطوير صورة المغرب كفاعل استراتيجي في مجال الاقتصاد الرقمي، أكد أخنوش أن الحكومة نستهدف في أفق 2026، إحداث 18 مركز “212 CODE” للرفع من المكتسبات العلمية للطلبة بقدرات معرفية متطورة، كالبرمجة المعلوماتية، وتحليل المعطيات الرقمية وتطوير مختلف المهارات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى تخصيص 68 مليون درهم لتمويل هذه العملية برسم ميزانية 2024، مقابل 32 مليون درهم تم تخصيصها خلال السنة الحالية، لانطلاق 4 مراكز الأولى من هذه التجربة.
وأشاد رئيس الحكومة بارتفاع عدد الطلبة الجدد المسجلين في المؤسسات ذات الاستقطاب المحدود بما يتماشى والرؤية الحكومية لهذه القطاعات، مضيفا في ذات السياق أن الحكومة تراهن على الرفع من عدد خريجي مهن الصحة من 6321 خريجا سنة 2022 إلى 13 ألفا و700 سنة 2025 ، و21 ألفا و580 سنة 2030، والوصول إلى معدل تراكمي لمهني الصحة يقارب 94 ألفا سنة 2025 و أزيد من 177 ألفا سنة 2030.