الألباب المغربية / رشيد اخراز- جرادة
بعد أن طوى الزمن صفحات من معاناة الأجداد والآباء الذين قضوا نحبهم بسبب داء “السيليكوز” الخانق، ذلك المرض اللعين الذي زرعته سنوات العمل القاسية في أحشاء الأرض، يعود شبح الموت ليحوم مجددًا فوق رؤوس الأبناء.
شباب في مقتبل العمر، لا ذنب لهم سوى أنهم وُلدوا في مدينة لم تنصفها السياسات، ولم تصلها وعود التنمية إلا عبر الأثير.
ها هو الموت يغير قناعه، من “السيليكوز” إلى الردم الحي تحت أنقاض الساندريات، حيث لا شروط سلامة، ولا رقابة، ولا بدائل اقتصادية تحفظ كرامة العيش.
أحلام التنمية التي طالما تغنى بها الساسة تبخرت في مهب المصالح، وتحولت جرادة إلى ساحة صراع بين أبنائها…
الوقت يمر، والشباب يدفنون تباعًا، بين اختناق وردم، وبين يأس وصمت قاتل.
فمن يوقف هذا النزيف؟ ومن ينقذ المدينة من قدرها الأسود؟ وهل يُعقل أن تتحول جرادة إلى مقبرة مفتوحة في زمن الدولة الحديثة ؟
إنها ليست مجرد مدينة منسية، بل شاهد حي على غدر السياسات، وغياب العدالة المجالية. الساعة تدق… فهل من مجيب؟