الألباب المغربية/ محمد عبيد
أفرزت تغريدة لأحد رواد التواصل الاجتماعي على مستوى إقليم إفران نقاشا واسعا بل كشفت التغريدة عن خبايا بعض الأمور التدبيرية في قطاع الصحية بالإقليم..
صاحب التغريدة استسمح رواد الفضاء الأرزق، موضحا على إثر قيامه مؤخرا بزيارة مستشفى 20 غشت بأزرو، فوجئ بتغطية مختلف أركانه بباقات الورود واستعدادا مثير كأنه في حالة تأهب لاستقبال زوار من نوع خاص بل ضيف ليس كسائر الضيوف، ليبادر بالتساؤل هل هو استعداد لزيارة وزير الصحة للمستشفى؟ ومتى سيكون موعد هذه الزيارة ؟ خاصة وأن مثل هذه الاستعدادات الملغومة لا يمكن أن تقوم إلا لتفادي الخلعة كالتي كانت تصيب الصغار عند عدم امتثالهم للضوابط وللأوامر من أجل النوم، والتي يقنع فيها الصبي بترديد عبارة: (نعس! ولا نجيب ليك بوعو..، كول! ولا نجيب ليك بوعو…).. وهي ما تنطبق على مثل هذه الاستعدادات التي كلما راج خبر زيارة مسؤول لفضاء تحت إمرته تتم دعوة العاملين بالفضاء إلى العمل الجاد لكون المسؤول عفوا بوعو جاي! وليوجه المغرد السؤال إلى متى سيبقى القائمون على القطاع إقليميا ومحليا لا يشتغلون إلا عند سماع قرب زيارة “بوعو”؟ مطالبا بتغيير العقلية لأنه لا يمكن الاشتغال بهذا المستشفى إلا بالتحفيز La motivation.. وليوضح المغرد بأنه كلما ذهب محتاج إلى الكشف عن صحته أو حاجة هذا المريض إلى هذا الكشف، إما أنه يصادف غياب طبيب أو عدم اشتغال السكانير؟. وبالتالي ركز في طرحه للموضوع بالتساؤل عن موعد زيارة وزير الصحة لمستشفى؟
بخصوص السكانير بمستشفى 20غشت والذي كثرت في شأنه النداءات لعدم توفيره ووضعها رهن الخدمة لأيها الشعب، فتلوك السن بمدينة آزرو أن رئيس المجلس البلدي تعرض ليلة الجمعة/ السبت الأخيرة إلى الإصابة أثناء لعبه مباراة لكرة القدم، مما تطلب معها نقله فورا إلى مستشفى 20غشت، وبكل أريحية تم توفير السكانير ليلا وقاعة العمليات ما فوق الساعة العاشرة ليلا، وجرت له العملية بكل يسر، وبالتالي غادر المستشفى صبيحة السبت (حمدا للسلامة السيد الرئيس). وتساءلت الألسن: ماذا لو كان الأمر يتعلق بمواطن أزروي عادي؟ ألا كان قد تم فرض وقوعه في متاهة المواعيد، وأن السكانير في حالة عطب، وأن الجراح غير موجود؟!..
كما أن الألسن بآزرو تلوك أن ما حصل مؤخرا من عمليات جراحية ادعي بأنها اجتهاد، وراءها قضية سببها حالة خطأ طبي رافقتها بعض الاتصالات، وبما أن الحالة بعد قيامها لعملية جراحية وبعد أيام عادت إلى المستشفى تشكو على أنها ليست على ما يرام، وللهروب من المشكل طلب منها القيام بالسكانير، وهنا يفاجئ القائمون عن المستشفى أن السكانير في حالة عطب، ومن هنا بدأت الاتصالات وفي آخر المطاف حضرت لجنة مختصة لتطلع فقط على صحة المعلومة: إن السكانير “خاسر”، وكون المستشفى معروف أنه مهمل لم يكلف السيد آيت الطالب/ الوزير نفسه عناء زيارته.
أما عن مجال النظافة أو بالأخص في موضوع تدبير النظافة، فالألسن تردد أن مسؤولية اعتماد شركة جاء من فتوة من عامل الإقليم وأن مسؤولية ما يعرف من تعثر خدمات الشركة المفوض لها بالنظافة وما تعيش عليه من تصدعات نتيجة ضعف الأجور وأحيانا تأخر صرفها ليست بغائبة عن علم عامل الإقليم الذي يزكي موقع الشركة بالمستشفى لأسباب يحتفظ بها لنفسه ولعلاقته بالشركة… بحسب ما يدور في محيط المستشفى وفي مجالس سواء عامة أو خصوصية بمدينة آزرو.
إنه غيض من فيض لما يجري بالقطاع الصحي بإقليم إفران عموما وبالمستشفى الإقليمي 20 غشت بآزرو الذي يتهرب وزير الصحة لزيارته هروبا يمكن وصفه بالهروب الغير البريء؟!!! بقدر ما قد يكون ذي ارتباط بتدافق الأحداث وخلط المسؤوليات إن إقليميا أو مركزيا ؟!!! مما يزيد من تفاقم الأوضاع الصحية بالإقليم، ويكشف عن كون الزيارة “البوز” التي قام بها السيد الوزير المحترم (جدا.. جدا!) مؤخرا إلى المستشفى الإقليمي لمدينة الدرويش ما هي إلا لدر الرماد على الأعين… خاصة وأن أصداء إعلامية وطنية أشارت إلى أن زيارة السي أيت الطالب لمستشفى مدينة الدرويش جاءت بناء على تعليمات سامية ؟!!! فهل يحتاج السيد الوزير لتعليمات أخرى مماثلة لزيارة مستشفى 20غشت بآزرو الذي فاقت أصداء سوء تدبيره وخدماته تجاه المواطن بالإقليم حدود المنطقة ككل؟ وهل سيتحاج إلى مساءلته سواء كتابيا أو شفويا داخل قبة البرلمان من قبل الممثلين “الدراويش” لإقليم إفران إن سمحت لهم الظروف!؟؟ لأخذ الكلمة بكل جرأة داخل الغرفة البرلمانية حتى يتسنى له زيارته لتسجيل “الحدث” عفوا “البوز” الإعلامي؟ ولنسائله من بعد هذا: السيد الوزير: “شفتي السكانير؟.. شفتي خدمتو؟”.