الألباب المغربية – مصطفى طه
وجّه فريق المعارضة لحزب التقدم والاشتراكية بالمجلس الجماعي لورزازات، وبالضبط المستشار سعيد أقداد، انتقادات لاذعة إلى رئيس المجلس، بسبب ما اعتبره “خرقا للقانون وضربا للقوانين التنظيمية الخاصة بعمل الجماعة عرض الحائط ،بسبب رفض الرئيس برمجة أسئلتها الكتابية التي استوفت الشروط الشكلية والقانونية لطرحها”، وذلك خلال الدورة العادية لشهر أكتوبر 2024، المزمع عقدها يوم 01 أكتوبر الجاري.
وفي سياق متصل، قالت المراسلة، التي توصلت الألباب المغربية، بنسخة منها، أن عضو المجلس الجماعي لورزازات، المنتمي لحزب التقدم والاشتراكية المعارض، توجه إلى رئيس المجلس، بأسئلة كتابية، بغية ادراجها في جدول أعمال الدورة العادية للمجلس لشهر أكتوبر المقبل، وذلك طبقا للقانون التنظيمي للجماعات المحلية رقم 14-113، ومقتضيات النظام الداخلي للجماعة.
وفي هذا الصدد، همت هاته الأسئلة حصيلة النصف الأول من ولاية الرئيس، والانجازات الرئيسية التي تم تحقيقها خلال هذه الفترة، فضلا عن بعض المشاريع التي شهدت نوعا من الخلل في جودتها مما أثار بعض الانتقادات بشأن هدر المال العام، وعدم التزام المجلس بمراقبة جودة الأشغال، خصوصا في ما يتعلق بأوراش تعبيد الطرق، والإنارة، والمراحيض العمومية، وكيفية تقييم جودة هذه المشاريع، وكذا الالتزام بالمعايير المعتمدة.
كما وجه المستشار المعارض سالف الذكر أيضا، أسئلة للرئيس بخصوص كيفية التعامل مع المشاريع التي تجاوزت الآجال المحددة لها ولم تنجز بعد، بالإضافة إلى الأسباب الكامنة وراء هذا التأخير، وكذلك الوضع الحالي لشركة تدبير النفايات، والأسباب وراء التأخير في تسليم الضمانة المالية الخاصة بالشركة.
وفي ذات السياق، ساءل أقداد، رئيس المجلس الجماعي، بخصوص التوجيهات الملكية بتخفيف آثار الجفاف، والخطوات المتخذة للتخفيف من الإجهاد المائي، فضلا عن المشاريع المبرمجة في هذا الصدد، بالإضافة إلى مصير محطة معالجة المياه العادمة لاستعمالها في ري المساحات الخضراء.
وصلة بالموضوع، هنا يساءل رئيس المجلس في ما يتعلق بقطاع النقل الحضري الذي يعاني من ضعف كبير في جودة الخدمات وعدم تلبية انتظارات المواطنين، والإجراءات التي اتخذها المجلس لتحسين هذا القطاع، وهل هناك خطط لتوسيع شبكة النقل.
كما أثار المصدر ذاته، اختلالات في خدمات نقل الأموات واحتكار من قبل جهات خاصة، وكيفية التعامل مع هذه الاختلالات، والإجراءات المزمع اتخاذها لتحسين هذه الخدمة، علاوة عن التدابير المتخذة لنقل المشردين، وهل هناك خطط لتوفير مأوى لهم خاصة مع اقتراب موجة البرد.
وطرح المستشار أقداد موضوع يتعلق بالزيادة في عائدات ضريبة القيمة المضافة بقيمة 3 ملايين درهم (300 مليون سنتيم)، متسائلا، كيف سيؤثر هذا المبلغ على المشاريع الجارية، وأين سيتم تخصيصه، وعرج المصدر عينه صوب قطاع الرياضة في المدينة والذي يعاني من ضعف ملحوظ، خاصة مع انسحاب فريق كرة السلة من الدرجة الثانية، وهبوط النادي البلدي لكرة القدم درجتين في عهد الرئيس الحالي، بعدما كان ينافس على الصعود، فضل عن التدابير لتي سيتم اتخاذها لإعادة الفرق الرياضية إلى مسارها الصحيح ودعم الرياضة بشكل عام.
وارتباطا بالمراسلة المذكورة، قال المصدر عينه، في ما يتعلق بقطاع الثقافة، أن المجلس كان مساهما ماليا رئيسيا في النسخة الأخيرة من مهرجان أحواش، بحيث هل سيتم عقد اجتماع مع الجهات المنظمة لتقييم المهرجان وتطويره مستقبلا.
وتحدث كذلك عضو المجلس الجماعي لورزازات عن حزب “الكتاب”، أنه تم صبغ عدد من الأرصفة باللون الأزرق واعتماد أعمدة كهربائية بتصاميم غير مألوفة، مما أثر على جمالية المدينة، أكثر من ذلك تفاجئ اليوم بأعمدة أخرى بلون أزرق وممرات للراجلين بأشكال هندسية تمثل فوضى ذهنية صاحبها، متسائلا ما هي فلسفة الرئيس في تطوير الذوق العام وضمان انسجام الجمالية الحضرية مع خصوصية المدينة، كما أشار إلى الإجراءات التي سيتم اتخاذها لضمان نجاح الدخول المدرسي.
وذكر المستشار المعارض، سندات الطلبات التي أصدرها المجلس خلال السنوات المالية الثلاثة الأولى من نصف الولاية، وماهي الشركات المستفيدة منها، وكذا الصفقات العمومية التي أبرمها المجلس منذ انتخاب رئيس الجماعة وحتى الآن، بالإضافة إلى الاتفاقيات التي استلمها المجلس الحالي في مرحلة تسليم السلط من المجلس السابق، وأين وصل تنفيذها.
وأشار أقداد في مراسلته، إلى وضع ملف تسوية التعويضات الخاصة بمالك الأراضي التي تم بناء قنطرة “تاصومعت” فوقها، وكذلك حيثيات إلغاء صفقة إنجاز وإعادة تعبيد الطرق داخل المدينة، متسائلا في نفس الوقت، لماذا تم إلغاؤها وإعادة إعلانها بنفس المعطيات السابقة؟.
وانتقل المصدر نفسه إلى موضوع شوارع المدينة، التي تشهد ضعفا وغيابيا تاما للإنارة العمومية، مما أدى إلى الظلام الدامس في بعض المناطق، وما هي الإجراءات التي سيتخذها المجلس لمعالجة هذا الأمر، وكذا استثناء بعض الأحياء من تركيب أعمدة الإنارة الجديدة، بحيث تسائل عن المعايير التي تم على أساسها اختيار الشوارع.
كما أوضح أقداد، أن بعض الأزقة والشوارع لم تستفد من تبليط الأرصفة، في حين تم استخدام مواد قديمة وغير صالحة في مناطق أخرى، بينما استفادت بعض الشوارع المحاذية لمنشآت خاصة من تبليط بجودة عالية، وأشار إلى أن المجلس لم يتمكن من إصدار برنامج عمل الجماعة رغم مرور ما يقارب سنتين على انتخاب الرئيس، مع العلم أن المرسوم المؤطر لإعداد البرنامج ينص على ضرورة عرضه قبل نهاية السنة الأولى من مدة الانتداب.
كما تسائل المستشار سعيد أقداد، عن أسباب تأخر إنجاز الشطر الثاني من الحائط الوقائي في “ألناتيم”، فضلا عن معاناة شباب المدينة من نقص في ملاعب القرب في عدة أحياء، مثل حي “المقاومة” دوار الشمس” سابقا، و”الحسنية”، و”تاصومعت”، مما يدفعهم لاستغلال الشوارع كملاعب، مما يعرض حياتهم للخطر، وكذا عن الإجراءات التي سيتخذها الرئيس لتوفير ملاعب القرب لهؤلاء الشباب.
وتطرق مستشار حزب التقدم والاشتراكية إلى الركود الثقافي الكبير، الذي تعيش على إثره ورزازات، موجها تسائله لرئيس المجلس الجماعي عن الإجراءات التي سيتخذها من أجل إنعاش الفعل الثقافي في المدينة.
حري بالذكر، أن هذه الأسئلة التي وجهها المستشار أقداد، للرئيس الحالي، تشكل آلية من آليات مراقبة عمل المجلس التي خولها القانون التنظيمي لجميع المستشارين الجماعيين، من أجل ممارسة دورهم في تمثيل الساكنة أحسن تمثيل، وتعزيز آليات الحكامة الجيدة، وإعطاء القدوة في تحمل المسؤولية، وممارسة الاختصاصات التي يمنحها القانون.
كما أن مثل هكذا أسئلة كتابية، تدخل في خانة السلوك الراقي الذي يعطي للممارسة السياسية معنى نبيلا، كما يمكنها أن تساهم في خلق توازن بين الاختصاصات الممنوحة لكل من رئيس الجماعة، وأعضاء المجلس، بما يخدم مصالح مدينة ورزازات، وساكنتها.