الألباب المغربية/ فؤاد الإدريسي المغربي
“واذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ”
في وقت الكل يبكي ويتقطع قلبه على معاناة الفلسطينيين بسبب الاعتداءات التي يمارسها عليهم العدو العبري الصهيوني في كل يوم وليلة؛ من قتل للأطفال والنساء وتجويع وهدم للمنازل وتشريد للشعب الفلسطيني .
وقيادات حماس التي تعيش خارج المعاناة، وتعيش في رفاهية وراحة تحت المكيفات وتركب أفخم السيارات وتلبس أحسن الثياب وتأكل وتشرب أحسن المأكولات والمشروبات حتى التخمة .
وهذه القيادة بلا عقل ولا شفقة بالفلسطينيين، تعرقل كل الجهود والتضحيات التي تقوم بها الدول العربية دبلوماسيا بالضغط على السفاح “نتنياهو” وعصابته ومن وراءهم من الغرب الصهيوني.
حتى أصبح “نتنياهو” ضحكة عند شعبه بأنه فشل في خطة تهجير الغزويين، وأصبح مذلولا أمام رئيس الولايات المتحدة الأمريكية “ترامب”.
أصبح “نتنياهو” مضطرا لزيارة أمريكا دائما ليتوسل ترامب بحيله وكذبه،
لإتمام عملية التهجير بإتمام الحرب؛ ولكن الرئيس ترامب تراجع عن تهجير الغزويين بفضل ضغوط الدول العربية (السعودية ومصر والإمارات)، وبفضل الضغط الشعبي الأمريكي، وفطن بخدعة “نتنياهو” ثم رفض طلبه لإتمام الحرب وضغط عليه بقبول هدنة لشهرين وسلام دائم في المنطقة، فاضطر السفاح “نتنياهو” إلى التظاهر بكل ذل بقبول ضغط ترامب.
فرح الغزويين بذلك كما فرح السوريين برفع ترامب العقوبات عن الشعب السوري، وقوفا عند رغبة السعودية واليوم يفعل ترامب نفس الشيء من أجل حبس معاناة الغزويين،لأن ترامب كما يقول دائما يحب السلام .
فنزعت حركة حماس هذه الفرحة عن الغزويين ورفضت معاهدة إيقاف إطلاق النار والهدنة التي يتمناها الجوعى الغزويين في كل دقيقة ويوم، وبدأت حماس تضع الشروط كأنها منتصرة في الحرب، وكأن تل أبيب هي التي قتل أطفالها ونساءها وهدمت مبانيها بالكامل وهدمت مستشفياتها ومنع عنها الماء والغذاء ويموت شعبها بالجوع والأمراض المزمنة، ورفعت الراية البيضاء وقرب إنهاء احتلال تل أبيب وحيفا وغيرها من المدن المحتلة.. إن لم يكن هذا هو الخيانة والخذلان فما هو إذن ؟
من يفرض الشروط المنتصر وأكبر قوة بالعالم التي عندها أسلحة دمار شامل ؟ أم مجموعة وحركة صغيرة لديها أسلحة عادية وبدون استخبارات وتختبئ بالجحور وتضحي بشعبها الأعزل؟.
أليس هذه خيانة بإلقاء بالشعب للموت والمجاعة والعراء والاختباء تحت الجحور أو العيش برفاهية وغنى خارج فلسطين إما بتركيا وقطر وطهران ؟ المعلوم والمفروض من يقبل الشروط أليس الذي يعاني شعبه المجاعة والقتل والإبادة وقطع عنه الماء والغذاء ودمرت مستشفياته وكل بنيته التحية ؟.من في مصلحته الحرب هل شعب أعزل تحت المجاعة والقتل وهدمت بنيته التحتية وليس لديه أسلحة متطورة ولا ثكنات عسكرية ولا شحنات أسلحة كافية ؟
أم أن الحرب في مصلحة العدو الصهيوني الذي لديه أكبر قوة عسكرية ونووية بالمنطقة، ولديه أقوى استخبارات بالمنطقة، ولديه دعم غربي وأمريكي مطلق بكل شتى أنواع الدعم العسكري والمالي والإستخباراتي ولوجيستيكي وفي جميع المجالات الصحية والاجتماعية والاقتصادية ؟
وإذا لازلتم لا تصدقون هذا الدعم والاختلاف في القوى، فاسألوا تركيا التي تدعي أنها بجانب فلسطين وحماس ولم تستطع أن تضرب صاروخا واحدا لتل أبيب، واسألوها لماذا يتدرب جيشها مع جيش الكيان ؟ ولماذا يوفر له الغذاء واللباس وغيرها من سبل الدعم ليبقى جيش الكيان قويا يقتل الفلسطينيين ويجوعهم، ليقضي على القضية الفلسطينية بتهجير الفلسطينيين؟
كل هذه الأدلة والأسئلة الجدية تؤكد أن حركة حماس تأخذ أوامرها من “نتنياهو” وخامنئي وبريطانيا والغرب الصهيوني، لرفض كل المبادرات للسلام ووقف إطلاق النار؛ لإنهاء معاناة الغزويين واستمرار الحرب التي هي في مصلحة الدولة الصهيونية لتحقيق مخطط الغرب الصهيوني في توسع الكيان بالمنطقة والقضاء على القضية الفلسطينية، وأضعاف الدول العربية بمحاصرتها بعملاء الغرب (الكيان وداعش وإيران وميلشياتها الشيعية وإخوان في تركيا العلمانية وقطر وسوريا..).
والدليل القاطع على خيانة حماس للغزويين وخدمتها لمصالح الصهاينة (تل أبيب وطهران واسطنبول والدوحة وداعش والقاعدة) لتوسع الكيان بتهجير الغزويين؛ التهجير الذي منعته مصر ورفضه حكام الدول العربية، وضغطوا دبلوماسيا على ترامب وهيجوا الشعوب الأوروبية على حكامهم الصهاينة، بعدم الدخول في الحرب وبينوا للشعوب الأوروبية أن العرب أمة سلام وليس إرهاب وحروب؛ بعقد مؤتمرات السلام، بعكس حكامهم الغربيين الذين ثبت أنهم الإرهابيون الحقيقيون بقتلهم للأطفال والنساء وإبادة غزة .
ونجح كذلك الحكام العرب بالضغط لإدخال الدعم الغذائي والإغاثي بقدر المستطاع لدعم صمود الغزويين، وليس كما يفعل الخونة برفع الشعارات فقط، بل شعارات تزيد في معاناة الغزويين بالدعوة لاستمرار الحرب وعدم الاستسلام بدون دعم عسكري ولا توفير الحماية للغزويين تحت الأرض كما تحتمي حركة حماس !!!!
عودا على بدأ؛ الدليل القاطع على خيانة حماس وتلقيها التعليمات من العدو :هو لما خرج ترامب غاضبا وهدد حماس لمدة يوم واحد؛ إما أن تقبل مفاوضات السلام وإنهاء معاناة الغزويين والأسرى للدولة العبرية أو سيتم القضاء على حماس وإنهاء هذه الحرب وإنهاء معاناة الغزويين.
فأسرع السفاح “نتنياهو” بتنفيذ الهدنة والسماح بدخول المساعدات !!! رغم أنه لم تتم صفقة إنهاء إطلاق النار مع حماس بسبب رفض حماس لبنودها، ولكن عجل “نتنياهو” بالهدنة وهي ليست في مصلحته، فما السر إذن ؟..
السر هو خوف “نتنياهو” والغرب وعملائهم إيران وميليشياتها حماس وداعش القضاء على خطتهم لتهجير الغزويين، كما فعل ترامب بالقضاء على المشروع النووي الإيراني الصهيوني الذي كان يهدد الدول العربية والمنطقة .
وأفشل مخطط الغرب الصهيوني في إدخال أمريكا والدول العربية في حرب إقليمية مدمرة يستفيد منها “نتنياهو” من أجل توسعه بالمنطقة، تحت ذريعة الحرب ضد إيران والدفاع عن شعبه وهي مسرحية لإشعال الحرب بالمنطقة والقضاء على العرب ودولهم وتقسيمها بمساعدة إيران وميليشياتها وإخوان تركيا وقطر .
وهذا ما تقوم به حماس من أجل إعطاء مبرر لاستمرار الحرب لتهجير الغزويين واستمرار القلاقل بالشرق الأوسط وإضعاف الدول العربية، بإفشال خطة حل الدولتين وحل السلام الدائم الذي يريده ترامب وحكام الدول العربية، لأن الحروب بالمنطقة والقضية الفلسطينية سببوا ضعف ومشاكل وتخريب وعرقلة التنمية التي يريدها حكام الدول العربية لشعوبها، كما تفعل دول الخليج لشعوبها ولغيرهم، ولكن الخونة والغرب يعرقلون هذه الجهود بمؤامراتهم ولا يريدون نهوض الدول العربية، ليستمر الغرب الصهيوني المفترس يسيطر عليها وعلى خيراتها.
أظن أنك أيها القارئ العاقل المدرك لحقائق الأمور فهمت اللعبة التي تدبر لتشريدك من طرف الخونة والغرب، وأنت تساهم بإنجاحها بدعمك للخونة وأفكارهم؛ الذين خدعوك بشعارات يتاجرون بها (الدين والقدس والجهاد ومحاربة التطبيع وتخوين الحكام وغيرها من أساليب الهدم والتخريب لك وللوطن وللدين والمقدسات).
