الألباب المغربية/ خالد الحافظ
بينما يحتفل العالم بـ”اليوم العالمي لشجرة الأركان” في العاشر من ماي من كل سنة، تعيش شجرة الأركان مأساة بيئية في صمت بمنطقة أولاد سلمان بإقليم آسفي، حيث تتعرض للإبادة الجماعية في مشروع ضخم تابع للمجمع الشريف للفوسفاط، تشرف عليه شركة “جيسا” وتديره شركة فرنسية الأصل.
وبحسب معطيات محلية، فإن آلاف الأشجار من نوع الأركان تُجرف يوميًا بفعل عمليات نقل الأتربة والأحجار من قبل شاحنات ثقيلة تعمل بالموقع. هذه العمليات لا تقتصر فقط على الأراضي التي شملها قرار نزع الملكية، بل تمتد إلى أراضٍ فلاحية خاصة لا تزال تُمارس فيها أنشطة زراعية، ما يُعد خرقًا سافرًا لدفتر التحملات، الذي ينص بوضوح على وجوب تفريغ الأتربة على بعد لا يقل عن 20 كيلومترًا من المشروع.
وتتعرض إلى جانب شجرة الأركان، كل من نباتات “الدوم” و”الكبار” الأصلية بدورها إلى التلف، مما يشكل تهديدًا إضافيًا للتنوع البيولوجي الهش بالمنطقة، ويزيد من مخاطر التصحر واختلال التوازن البيئي.
عدد من النشطاء الفيسبوكيين، إضافة إلى فاعلين حقوقيين وصحافيين، وجهوا نداءات عاجلة إلى الجهات المعنية بضرورة التدخل لوقف هذا النزيف البيئي الخطير، محذرين من أن استمرار هذه التجاوزات قد يُفقد المنطقة ثرواتها النباتية بشكل لا رجعة فيه.
المثير للقلق أن كل هذه الانتهاكات تُرتكب أمام أعين السلطات المحلية، التي لم تحرك ساكنًا إلى حدود الساعة، في تجاهل واضح لما ينص عليه القانون من حماية للبيئة والملكية الخاصة.
“أنقذوا شجرة الأركان”، ليس مجرد شعار، بل صرخة استغاثة من سكان أولاد سلمان وكل المهتمين بالبيئة، في انتظار تحرك عاجل يضع حدًا لهذه الكارثة البيئية.