الألباب المغربية/ سعيد الفارسي
تشهد الساحة التعليمية في المغرب نقاشا واسعا حول مشروع “المدرسة الرائدة” الذي أطلقته الوزارة خلال الموسم الدراسي 2023\2024 على صعيد التعليم الابتدائي، ويهدف هذا الورش الهام، وفق البلاغات الرسمية إلى “إرساء مدرسة عمومية ذات جودة، تضمن تكافؤ الفرص وتطوير التعلمات الأساسية”.
ورغم ما يحمله هذا المشروع من وعود معلنة لتحسين مردودية المدرسة العمومية، فإن تنزيله الميداني أثار ردود فعل متباينة وصلت حد السخط والرفض لدى بعض الأسر، بعد أن تداول رواد التواصل الاجتماعي شريط فيديو مؤثر يظهر أما غاضبة وهي تنتقد بشدة مقررا دراسيا للغة العربية الخاصة بالسنة الثانية إعدادي.
الأم، التي صرحت بأن ابنتها تتابع دراستها في المستوى الثامن، عبرت عن صدمتها من محتويات كراسة اللغة العربية المعنونة ب”هيا لننجح” معتبرة أنها مادة هزيلة وضعيفة لا ترقى إلى مستوى التلميذ، بل تنفره من الدراسة وتشجعه على الهدر المدرسي.
وأضافت الأم الغاضبة أن اعتماد مثل هذه المقررات لا يخدم لا التلاميذ ولا المدرسة العمومية، بل يسيء إليها ويدفع الأسر إلى التفكير في البدائل..
وفي رسالة قوية وجهتها إلى المسؤولين أكدت الأم أنها خريجة المدرسة العمومية رفقة زوجها، وأنهما استطاعا بفضلها أن يبنيا مسارهما العلمي والمهني، ورغم قدرتهما المالية على تسجيل ابنتهما في التعليم العمومي، فإنهما فضلا المدرسة العمومية إيمانا بأثرها الإيجابي ودورها التاريخي في تكوين أجيال من الكفاءات، لكن ما اعتبرته “مهزلة” المتمثل في مقرر اللغة العربية بمستوى الثانية إعدادي جعلها تشعر بخيبة أمل كبيرة ودفعتها لمناشدة الوزارة الوصية بالابتعاد عن الاستهتار بعقول الأبناء وأولياء أمورهم.
وتبقى الإشارة بأن انطلاقة هذا المشروع كان خلال الموسم الدراسي 2023\2024 على صعيد التعليم الابتدائي ومن المقرر أن يتوسع المشروع ذاته إلى مؤسسات أكثر في السنوات الموالية على أساس أن يكون التعميم الكامل في سنة 2029/2028.