الألباب المغربية/ سعيد العيدي
في إطار أنشطتها الوطنية الهادفة إلى خدمة الطفولة والشباب، نظمت جمعية سحابة الخير مؤخراً مخيماً وطنياً احتضن 360 مستفيداً من مختلف جهات المملكة، من بينها الداخلة، سطات – البروج – خريبكة وفاس، في محطة تربوية وترفيهية شكلت نموذجاً يحتدى به في التدبير والعمل الجماعي.
وقد تميز هذا المخيم بحسن التنظيم والإشراف، بفضل القيادة الحكيمة للسيد عزيز رشدي، الذي اضطلع بدور أساسي في ضمان السير السلس للمخيم على جميع المستويات. فإلى جانب خبرته في المجال التربوي، أبان عن قدرة عالية في التخطيط الاستراتيجي، وتوزيع المهام بين الأطر والمتطوعين، ما انعكس إيجاباً على جودة الأنشطة والخدمات المقدمة للمشاركين.
لم يكن تدبير مخيم بهذا الحجم بالأمر الهيّن، خاصة مع تنوع الخلفيات الجغرافية والاجتماعية للمشاركين. غير أن رشدي تعامل مع هذه التحديات بمرونة وحزم، معتمداً مقاربة تشاركية تضع مصلحة الطفل في صلب الاهتمام. فقد عمل على تأمين الظروف اللوجستيكية والإدارية، من إيواء وإطعام ونظام داخلي منضبط، مع الحرص على توفير فضاءات آمنة ومحفزة على التعلم والاندماج.
البرنامج التربوي، الذي أشرف عليه رشدي بتنسيق مع الأطر التربوية، جاء متكاملاً، إذ جمع بين الورش الفنية، والأنشطة الرياضية، والأمسيات الثقافية، فضلاً عن الرحلات والخرجات الاستكشافية. وقد ساهم هذا التنوع في صقل مهارات المشاركين، وتعزيز روح المسؤولية والانضباط لديهم، إلى جانب تقوية الروابط الإنسانية بينهم رغم اختلاف جهاتهم وأصولهم.
وتؤكد شهادات العديد من المؤطرين والمستفيدين أن نجاح هذه الدورة ما كان ليتحقق لولا الكفاءة الإدارية والقدرة القيادية التي تحلى بها السيد عزيز رشدي، الذي جسد نموذج القائد الهادئ والفعال، القادر على الجمع بين الصرامة والانفتاح، وبين الرؤية الاستراتيجية والاهتمام بأدق التفاصيل اليومية.
وبذلك، لا يعد المخيم الوطني مجرد محطة صيفية للترفيه، بل تجربة متكاملة أدارها رشدي بحنكة جعلت منها مدرسة للحياة، وأكدت مرة أخرى أن وجود قيادات جمعوية متمرسة هو الضامن الأول لنجاح أي مبادرة وطنية موجهة للأطفال والشباب.
إن تجربة عزيز رشدي في هذا المخيم تبرز الدور المحوري للمدير في تحويل الرؤى إلى واقع، وفي ترسيخ مكانة جمعية سحابة الخير كفاعل وطني وازن في مجال التربية والثقافة والعمل الاجتماعي..
