الألباب المغربية – مصطفى طه
غرفة الصناعة التقليدية لجهة درعة تافيلالت، هي مؤسسة عمومية ذات صبغة مهنية تتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلال المالي، تمثل الصناع التقليديين، ومقاولات الصناعة التقليدية، وتعاونيات الصناعة التقليدية، داخل نفوذها الترابي لدى السلطات العمومية الوطنية والجهوية والمحلية، وتعد هذه الغرفة شريكا أساسيا في بلورة وتنفيذ الاستراتيجيات القطاعية.
وصلة بالموضوع، تخضع غرفة الصناعة التقليدية لجهة درعة تافيلالت، لوصاية الدولة التي يكون الغرض منها ضمان تقيد أجهزتها بأحكام القانون رقم 09 .18 بمثابة النظام الأساسي لغرف الصناعة التقليدية، وبوجه عام الحرص في ما يخصها على تطبيق النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالمؤسسات العامة، فضلا على أنها تخضع أيضا للمراقبة المالية للدولة المطبقة على المؤسسات العمومية بموجب التشريع الجاري به العمل.
وفي هذا الصدد، فمهام واختصاصات الغرف المذكورة تتجلى في مسك سجل مقاولات وتعاونيات الصناعة التقليدية والصناع التقليديين، وإحداث مراكز معتمدة للمحاسبة والتدبير لفائدة الصناع التقليديون، ومقاولات وتعاونيات الصناعة التقليدية، والجمعيات المهنية العاملة بقطاع الصناعة التقليدية، بالإضافة إلى إحداث خلية للمنشطين الاقتصاديين لإرشاد المستثمرين بقطاع الصناعة التقليدية ومواكبتهم، ومساعدة وتوجيه الصناع التقليديين، ومقاولات وتعاونيات الصناعة التقليدية والجمعيات المهنية العاملة بقطاع الصناعة التقليدية لتحسين تدبير أنشطتها.
كما تقوم غرفة الصناعة التقليدية لجهة درعة تافيلالت، تعميم المعطيات العلمية والتقنية والاقتصادية المرتبطة بقطاع الصناعة الصناع التقليديين، ومقاولات وتعاونيات الصناعة التقليدية، وإنجاز الدراسات التي من شأنها أن تساعدها على القيام بالمهام المنوطة بها، والاضطلاع بمهمة تمثيل الصناع التقليديين ومقاولات وتعاونيات الصناعة التقليدية داخل المجلس التي تسهر على تقييم التدبير العام لمؤسسات التكوين المهني المتواجدة بدائرة نفوذها الترابي، فضلا عن المساهمة في تأطير مراكز التكوين المهني، وإحداث مراكز التدرج المهني والمساهمة في تسييرها.
وارتباطا بالموضوع، تقوم الغرفة سالفة الذكر، بالمشاركة في إعداد ووضع برامج التكوين المهني النظامي، وتقييم الحاجيات المرتبطة بالتكوين المستمر لفائدة الصناع التقليديين، ومقاولات وتعاونيات الصناعة التقليدية والمساهمة فيه، ودعم تسويق منتجات الصناعة التقليدية، ودعم كذلك تسويق منتجات الصناعة التقليدية بالوسط القروي، وكذا تنظيم المعارض، وإقامة المهرجانات، والمباريات ذات الصلة بإنعاش المنتوج، والمساهمة في جلب المقتنين لمنتجات الصناعة التقليدية، وتأطيرهم عند قيامهم بزيارات استطلاعية. كما تقوم أيضا بالدعاية والإشهار لمنتوجات الصناعة التقليدية، والتنسيق بين مقاولات وتعاونيات الصناعة التقليدية، والصناع التقليديين، والسلطات العمومية، والجماعات المحلية.
وفي سياق متصل، تقوم بإبلاغ السلطة الحكومية المختصة باقتراحات وملتمسات الصناع التقليديين، ومقاولات وتعاونيات الصناعة التقليدية، والقيام بدور الوساطة والتحكيم بين الحرفيين، وإبداء رأيها في التغييرات المراد إدخالها على أي نص تشريعي أو تنظيمي، يكون له أثر على نشاطها بصفة عامة في كل القضايا المتعلقة بقطاع الصناعة التقليدية، والسهر على مصالح الصناع التقليديين، ومقاولات وتعاونيات الصناعة التقليدية، وتشجيع الصناع التقليديين، ومقاولات وتعاونيات الصناعة التقليدية على انتظامهم في إطار مجموعات اقتصادية.
كما تقوم بتشجيع الصناع التقليديين، ومقاولات الصناعة التقليدية على انتظامهم في إطار جمعيات وتعاونيات وهيئات مهنية لتنمية قدراتهم الذاتية وتحفيزهم على الانخراط فيها، والمساهمة في تقييم الحاجيات المتعلقة بالبنيات التحتية بدوائر نفوذها الترابي، بناء على رغبات مقاولات وتعاونيات الصناعة التقليدية، والصناع التقليديين، واقتراحها على السلطة الحكومية المختصة، والجماعات المحلية المعنية، والمساهمة في تتبع مراحل إنجاز البنيات التحتية الخاصة بقطاع الصناعة التقليدية بجهة درعة تافيلالت، والمساهمة في تسويق المحلات، والبقع والفضاءات المحدثة داخل البنيات التحتية الخاصة بقطاع الصناعة التقليدية بدوائر نفوذها الترابي، والمساهمة في الدعاية والاشهار للبنيات التحتية الخاصة بقطاع الصناعة التقليدية بالجهة وفي إنعاش تسويق منتجات الصناعة التقليدية داخل هذه البنيات، هذا من جهة.
من جهة أخرى، فرئيس غرفة الصناعة التقليدية لجهة درعة تافيلالت، هو عبد الجبار لعوان المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يشتغل دائما من أجل الرفع من قيمة الصناعة التقليدية على مستوى الجهة، خصوصا وأن هذا القطاع يشمل ثاني أكبر شريحة عمالية، كما يقوم جاهدا قصد إعادة هاته الصناعة إلى الواجهة باعتبارها موروث ثقافي وحضاري يختزل تاريخ المغاربة والمغرب، وأحسن سفير للوطن في المحافل الدولية.
كما يعمل لعوان جاهدا من أجل تحسين وضعية الصناع التقليديين بجهة درعة تافيلالت، بحكم أن قطاع الصناعة التقليدية يعاني دائما من مشاكل تتعلق بالهيكلة، بالإضافة إلى كونه رئيس الغرفة يقوم بإيصال الصوت الحقيقي للصانع التقليدي، الأخير حين تتحدث عنه الوزارة الوصية أو مسؤول حكومي فقط يتواصلون مع مجموعة من مراكز الدراسات ويقدمون لهم إحصائيات، ولكن ينسون نقطة مهمة ألا وهي الصانع التقليدي المتكتل في مجموعة من المناطق على الصعيد الجهوي، بحيث أن تشخيصهم عن طريق هذه المراكز لا يكون حقيقيا ولا يعطي نتائج ملموسة مباشرة على هذا الصانع.
وفي هذا الصدد، فرئيس غرفة الصناعة التقليدية لجهة درعة تافيلالت المذكور، يريد أن يوصل صوت الصانع التقليدي، ويطمح دائما للأفضل لتحسين وضعية هذا الصانع وهو ما سيعكس إيجابا على القطاع والاقتصاد الوطني عامة والجهوي خاصة.
ومن أبرز مداخلة عبد الجبار لعوان، رئيس غرفة الصناعة التقليدية لجهة درعة تافيلالت، كانت يوم 16 نونبر 2021، وكان ذلك في إطار عمليات التنسيق والتشاور الذي تنهجها وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني مع غرف الصناعة التقليدية وجامعتها، وإلى جانب رؤساء غرف الصناعة التقليدية على الصعيد الوطني، حضر الرئيس المشار إليه اللقاء التواصلي الذي ترأسته وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور بمقر الوزارة، والذي تمحور حول الأوراش الوازنة التي تهم القطاع، خاصة تلك المتعلقة ببرنامج تعميم التأمين الإجباري الأساسي عن المرض، لفائدة الصناع التقليديين، وتفعيل السجل الوطني للصناعة التقليدية، وبرامج الدعم والمواكبة وغيرها.
وفي هذا الإطار، أكد رئيس غرفة الصناعة التقليدية لجهة درعة تافيلالت، عبد الجبار لعوان، في كلمة له في هذا اللقاء على ضرورة الإسراع في تمكين الصانعات والصناع التقليديين المسجلين من خدمات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وخصوصا الذين أدوا واجب الانخراط في إطار المساهمة المهنية الموحدة من التغطية الصحية من الاستفادة من التعويضات الخاصة بلمفاتهم المرضية بأثر رجعي، وذلك من أجل تحفيزهم وتحفيز الحرفين غير المهيكلين من الانخراط في هذا المشروع الملكي .
وطلب لعوان من الوزيرة، بالتواصل الميداني والمواكبة المستمرة للحرفيين، وذلك عبر تنظيم قوافل تجوب مختلف تجمعات الحرفيين، وإعداد وصلات إشهارية، لتحسيسهم وتحفيزهم بأهمية المشاركة في هذا الورش الملكي.
وذكر رئيس غرفة الصناعة التقليدية لجهة درعة تافيلالت في معرض تدخله، بأهمية التكوين المستمر للحرفيين، وطلب بضرورة الاهتمام به أكثر، وذلك عبر تنظيم قوافل تجوب مختلف مناطق الجهة لما له من أهمية كبيرة على المسار المهني للحرفين، خصوصا بجهة درعة تافيلالت التي تزخر بعدد من الحرفيين المهرة، المعروفين بالجدية والكفاءة والتي تمكنهم الشهادة المحصل عليها عند نهاية التكوين المستمر من تمثيل الصناعة التقليدية المغربية في عدد من دول الخليج .
وأكد عبد الجبار لعوان من خلال تدخله أيضا على أهمية برنامج التدرج المهني، وطلب من الوزيرة بتعميم برنامج التصديق على مكتسبات التجربة المهنية، ليشمل مختلف الحرف .
وطلب رئيس الغرفة المذكور، من الوزيرة فاطمة الزهراء عمور، رصد إمكانيات مالية إضافية، من أجل استكمال عملية بناء مجمع الصناعة التقليدية بكل من تنغير، وقلعة مكونة، مع التمكين من استغلال جميع المحلات الموجودة بمجمع ورزازات.
وأشار لعوان في ختام كلمته، أن غرفة الصناعة التقليدية لجهة درعة تافيلالت بكل مكوناتها، مستعدة للانخراط في مختلف المبادرات، والأوراش، والبرامج التي تسعى الوزارة الوصية لتحقيقها، لفائدة الصناع التقليديين، ولقطاع الصناعة التقليدية .
كما نظمت غرفة الصناعة التقليدية لجهة درعة تافيلالت، في سنة 2022 لقاء تواصليا تحسيسيا بخصوص موضوع أهمية التسجيل بالسجل الوطني للصناعة التقليدية، والاستفادة من التغطية الصحية، وقد تميز اللقاء بكلمة افتتاحية لعبد الجبار لعوان، رئيس الغرفة، تحدث من خلالها عن أهمية الانخراط في هذا الورش الملكي، حول التغطية الصحية التي لطالما كانت مطمحا للصناع التقليديين، وممثليهم لعقود من الزمن، كما دعى الصناع التقليديين إلى المسارعة باغتنام فرصة التسجيل للاستفادة من تغطية العلاجات في أفق الاستفادة من التعويضات العائلية عن الأبناء والتقاعد، وحث مختلف المتدخلين على العمل على إنجاح عملية التسجيل، وتسريع وتيرتها.
وفي نفس السياق، أكد ويؤكد دائما عبد الجبار لعوان، رئيس غرفة الصناعة التقليدية لجهة درعة تافيلالت، على النهوض بالقطاع على مستوى الجهة، وذلك وفق مقاربة تشاركية تجمع مختلف الفاعلين الاقتصاديين والمؤسساتيين، من خلال الاستماع لقضايا الصناع التقليديين. كما أكد أيضا استعداده وجاهزيته للعمل سويا مع المجالس الجماعية للجهة قصد الرقي بهذا القطاع، وإيجاد حلول ناجعة للمشاكل التي يتخبطها فيها القطاع بجهة درعة تافيلالت.
كما يؤكد دائما، عبد الجبار لعوان، أن قطاع الصناعة التقليدية، مطالب بمسايرة ورش الجهوية المتقدمة الذي وصفه بالثورة المجالية في التقسيم الترابي، وما يرافقها من توسيع لاختصاصات الفاعل السياسي المحلي، وأن القطاع تعاقبت عليه مجموعة من البرامج والمخططات لها مالها من إيجابيات وعليها ما عليها من سلبيات وملاحظات، والتي تحولت فيما بعد إلى تحديات.
وفي هذا الإطار، التجربة الجهوية، ومن أجل إرساء غرف جهوية بالمغرب، فغرفة الصناعة التقليدية لجهة درعة تافيلالت، لها برنامج سطرته، وذلك من خلال عملها كمكتب الغرفة، حيث قام رئيس الغرفة بجولات على مستوى أقاليم الجهة الخمس، حيث التقى مع العمال هاته الأقاليم، ورؤساء المجالس الإقليمية، فضلا عن رؤساء الجماعات المحلية، لأنه يؤمن بأن قطاع الصناعة التقليدية، في الجهوية التي اخترتها بلادنا بقيادة جلالة الملك محمد السادس، تحظى بالأهمية لأنها من مرتكزات الجهوية، لأن فلسفة الغرفة في جهوية الغرف، هو أن تكون منفتحة على جميع المجالس، وأن تكون متواجدة في بناء جميع التصورات المستقبلية سواء في ما يخص الجماعات الترابية.
فغرفة الصناعة التقليدية لجهة درعة تافيلالت، يشير لعوان، لا يمكن أن تشتغل بمفردها، لأنها لا تتوفر على الامكانيات الكافية، لذلك لابد لها من شركاء قصد توفير القدرة اللازمة على وضع تصور للقطاع ككل.
وفي سياق متصل، فغرفة الصناعة التقليدية لجهة درعة تافيلالت، لديها برامج للمعارض لعرض منتوجات الحرفيين، وسبب نزول هذه المعارض، هو النهوض بالصناعة التقليدية في إطار الإستراتيجية المتعلقة بالإنتاج والتسويق، لعدة أهداف، كجلب الصناع التقليديين، ومنحعهم الفرصة للتعرف على الزبناء أولا، والتواصل بين الحرفيين والتعاونيات الحرفية، لتبادل التجارب بالإضافة إلى الالتقاء بين حرفيي الجهة، لتوطيد العلاقات والدفع في اتجاه تبادل الخبرات لتطوير المنتوج أكثر وباحترام الاختلاف، وخصوصيات منتوج كل منطقة.
وتعمل الغرفة سالفة الذكر، وعلى رأسها عبد الجبار لعوان، على صعيد الجهة التكوين بالتدرج، لأن الأساس في استمرارية الحرف هو التكوين، فحتى تضمن الاستمرارية لا بد من التكوين وايجاد الخلف لحماية الحرف من الانقراض، ومن أجل ترجمة هذه الخطوة، نجد على مستوى الجهة التكوين بالتدرج الذي تسهر عليه الغرفة بشراكة مع المديرية ومندوبية التكوين المهني.
وهناك أيضا التكوين النظامي الذي تشرف عليه المراكز التابعة للوزارة، أما التكوين الخاص بالصناع فهناك دورات استفاد منها الصناع والحرفيون، لكن لا زال هناك خصاص وستعمل الغرفة في حدود أمكانياتها على تلبية حاجيات المهنيين.
حري بالذكر، أن الصناعة التقليدية بجهة درعة تافيلالت، تعتبر من ﺍﻟﻤﺆﺷﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﺮﺍء ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻪ الجهة، ﻣﻤﺎ ﺳﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺇﺷﻌﺎﻋﻬﺎ وطنيا ودوليا، إذ تتميز أقاليم ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺑﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻭﺣﺮﻓﻴﺔ، ﺫﺍﺕ ذات صيت عالمي