الألباب المغربية/ سعيد الفارسي
شهد مركز سيدي بوزيد المحسوب ترابيا على جماعة مولاي عبد الله بإقليم الجديدة، حادثا مأساويا يوم الأحد الأخير، بعدما أقدم مواطن من ذوي الاحتياجات الخاصة، يدعى قيد حياته “زهير الرداف “والمنحدر من مدينة أزمور، على إضرام النار في جسده، احتجاجا على ما اعتبره إقصاء وحرمانا من حقه في مورد عيشه.
الفقيد، وهو مبتور اليد، كان يزاول نشاطه التجاري منذ أكثر من سنتين عبر كشك صغير بالمنطقة، دون أن يسبق للسلطات المحلية أن تدخلت لمنعه، غير أنه، وفق مقربين منه، ظل يطالب في أكثر من مناسبة بعض المسؤولين والمنتخبين الجماعيين بتسوية وضعيته القانونية بخصوص استغلال الملك العمومي، غير أن مطالبه لم تلق أي تجاوب.
وتشير المصادر نفسها، إلى أن الراحل استشعر ما وصفه بسياسة الكيل بمكيالين، حيث كان يرى أن الامتيازات تمنح للبعض من ذوي القربى والمحظوظين، فيما كان مهددا بفقدان مصدر رزقه الوحيد الذي يعيل به أسرته، وهو ما دفعه إلى إضرام النار في جسده أمام الحاضرين.
وقد جرى نقله على وجه السرعة إلى قسم الإنعاش بمستشفى ابن رشد بالدارالبيضاء، حيث وصف وضعه الصحي بالحرج، قبل أن يفارق الحياة صباح يوم الموالي متأثرا بحروقه الخطيرة.
من جهتها، دخلت الشبكة المغربية لحقوق الإنسان على خط القضية، إذ وجهت كتابا رسميا إلى وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالجديدة، طالبت فيه بفتح تحقيق قضائي شفاف ومحاسبة كل يثبت تورطه في هذه النازلة.
رحيل “زهير الرداف” في ظروف مأساوية أعاد إلى الواجهة النقاش حول استغلال الملك العمومي، ومسؤولية المنتخبين والسلطات في تدبيره بعدالة وشفافية، مع ضرورة مراعاة الحالات الاجتماعية الهشة وضمان تكافؤ الفرص بين جميع المواطنين.