الألباب المغربية / رشيد اخراز- جرادة
لازالت ساكنة الدواوير الكائنة بمطروح جماعة تنشرفي إقليم تاوريرت تعاني في صمت من جراء انعدام الماء الشروب.
هذا في الوقت الذي رفعت فيه العديد من الفعاليات الجمعوية نداءات تطالب فيها بإنقاذ ساكنة الدواوير من العطش خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة وتداعيات سنوات الجفاف، لكن بدون جدوى.
من غير المعقول أن تتكبد ساكنة هاته الدواوير وبشكل يومي عناء تنقل ما يقارب 5 كيلومترات من أجل جلب الماء على الدواب وعبر مسالك طرقية جد صعبة، يقودها أطفال صغار محرومين من حقوقهم المشروعة في التمدرس .
وفي سياق موازي، صرح أحد أطر التعليم القريبة من تلك الدواوير عن التأثير السلبي للسقي اليومي للماء عن طريق الأطفال، مُوضحا أن غياب التلاميذ وتأخرهم عن الأقسام، وأعراض التعب التي يشتكون منها أحيانا، أو التي تظهر عليهم أثناء الدرس، غالبا ما تكون جميعها نتيجة تكليفهم بمهمة جلب مياه الشرب.
هؤلاء الأطفال هم ضحية عدم اكتراث مسؤولين كان بإمكانهم حل مشكل الماء الشروب “الذهب الأزرق” وذلك بتضافر الجهود عبر تنزيل مشاريع في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والتخفيف من معاناة الساكنة، التي تعيش في محنة حقيقية جراء غياب الماء .
وفي سياق متصل، وفي غياب حلول واقعية وإرادة حقيقية لمشكل الماء الشروب بهاته الجهة ستبقى ساكنة هاته الدواوير معزولة تعاني في صمت، الأمر الذي سيدفعها لا محالة، إلى النزوح نحو مناطق أخرى بحثا عن تدبير أمثل لطرق عيشها .
فالماء الشروب أضحى مطلبا ملحا للساكنة، بعد نضوب عدد من المنابع المائية بسبب ضعف التساقطات، ما يستدعي المزيد من الجهود بين كل الشركاء في التنمية المستدامة، والعمل على توفير الماء الشروب لساكنة مطروح، تماشيا مع الرؤية الملكية السامية الرامية إلى توفير مياه الشرب لساكنة القرى .