الألباب المغربية/ بدر شاشا
لقد ساهمت التغطية الصحية في المغرب، التي يديرها الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS)، بشكل ملحوظ في تقريب الخدمات الصحية والاجتماعية من المواطنين خدمات إدارية ومتنقلة مما جعلها تلعب دورًا أساسيًا في تعزيز الرفاهية وتحقيق العدالة الاجتماعية. فقد أدركت السلطات المغربية أهمية توسيع قاعدة المستفيدين وتحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة من خلال هذا الصندوق، إذ لم تقتصر أهدافه فقط على تقديم خدمات التأمين الصحي، بل شملت تبسيط الإجراءات الإدارية وتطوير وسائل التواصل مع المواطنين، مما خلق نقلة نوعية في تجربة المواطنين اليومية مع هذه المؤسسة.
إحدى أبرز هذه التحسينات تمثلت في فتح وكالات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في عدة مدن مغربية، بما فيها المدن الصغيرة والمناطق النائية، بحيث لم تعد الخدمات تقتصر على المدن الكبرى فقط. هذا الانتشار الجغرافي للمكاتب ساعد بشكل كبير في تخفيف الضغط على المواطنين، الذين كانوا في الماضي يضطرون إلى السفر لمسافات بعيدة للوصول إلى الخدمات الصحية والاجتماعية. وبفضل هذا التوسع، أصبح من السهل على المواطنين الحصول على خدمات التغطية الصحية بسرعة ويسر، حيث تتوفر مكاتب قريبة يمكنهم التوجه إليها لإنجاز مختلف الإجراءات المتعلقة بالتأمين الصحي.
كما قامت CNSS بتبسيط الإجراءات الإدارية بشكل جذري من خلال رقمنة الخدمات، إذ بات المواطنون قادرين على الوصول إلى خدمات الصندوق والاستفادة منها عبر الإنترنت بسهولة وفعالية. فمثلاً، بفضل الموقع الإلكتروني للصندوق والتطبيقات الهاتفية، أصبح بالإمكان الاطلاع على مختلف المعلومات والخدمات، مثل التسجيل في النظام الصحي، والحصول على الوثائق الضرورية، ومتابعة ملفات المرض، وطلب التعويضات الصحية، دون الحاجة للتنقل إلى المكاتب. هذا التطور الرقمي أضاف بُعدًا جديدًا في تقديم الخدمات، حيث أصبح بإمكان المواطنين إنجاز إجراءاتهم من أي مكان، مما أسهم في تسهيل الحياة اليومية بشكل ملحوظ.
عمل الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي على تطوير وسائل التواصل مع المواطنين، حيث أصبح من الممكن التواصل مع المؤسسة بشكل مباشر وفعال عبر عدة قنوات، مثل الهاتف والبريد الإلكتروني وتطبيقات التواصل الاجتماعي. هذا التواصل الفعال ساعد في تعزيز الثقة بين المواطنين والمؤسسة، حيث باتوا يشعرون بأن هناك تواصلًا مستمرًا واستجابة سريعة من قبل الصندوق لأي استفسارات أو مشكلات تواجههم. فالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي أصبح يسعى للرد بسرعة على استفسارات المواطنين وتقديم الحلول المناسبة، مما يعزز من راحة المستخدمين ويعطيهم انطباعًا بأنهم يحصلون على الرعاية التي يستحقونها.
أما فيما يتعلق بالتطبيقات الإلكترونية، فقد شهدت هذه الأخيرة تطورًا لافتًا، حيث تقدم العديد من الخدمات التي تُسهل إجراءات التأمين الصحي وتساعد في تتبع كل مرحلة من مراحل الطلبات المقدمة. فمن خلال تطبيقات CNSS، يمكن للمواطن معرفة حالة ملفه الطبي والاطلاع على التعويضات المستحقة، بل وتقديم طلبات جديدة للحصول على التعويضات في حال الإصابة بمرض أو الحاجة إلى علاج خاص. إن هذه الحلول التقنية أتاحت للمستفيدين متابعة حالتهم الصحية والحصول على المعلومات في الوقت الفعلي، مما قلل من حاجة الذهاب إلى الوكالات للاستفسار أو تقديم الشكاوى. نجد أن CNSS لا تقتصر خدماتها على التأمين الصحي فحسب، بل تشمل أيضًا جوانب أخرى تتعلق بتأمين الأمومة والعجز والوفاة، مما يتيح للمواطنين حماية شاملة تضمن لهم الحصول على الدعم المالي في الأوقات الصعبة. هذه الخدمات الشاملة تعتبر من أهم الخطوات التي اتخذتها الحكومة المغربية لضمان حياة كريمة لمواطنيها، حيث أن تأمين هذه الحماية الاجتماعية يجعل المواطنين يشعرون بالأمان والاطمئنان على مستقبلهم ومستقبل عائلاتهم.وبفضل هذه الإصلاحات، أصبح الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي مثالًا يحتدى به في تقريب الخدمات الصحية والاجتماعية من المواطنين، حيث لا يقتصر دوره على توفير الحماية الصحية فقط، بل يعمل أيضًا على تحسين جودة حياة المواطنين من خلال تسهيل الإجراءات وتحقيق التواصل الفعّال.