حليمة صومعي
عندما نتكلم عن المغرب كواحد من البلدان الذي حقق تنمية كبرى احتل بها منزلة مهمة، لا بد أن نتطرق لمدينة تعتبر ذات أهمية لما حققته من إنجازات على مستوى كل الأصعدة، والحديث هنا عن مدينة بني ملال، التي تحتل في قلوبنا مكانة كبيرة نظرا لما تمتاز به من جمال ومناظر خلابة. تميزت كثيرا بطبيعتها المبهرة وبكثرة عيون مياهها، حيث مدحها الشعراء وتغنوا بها. وهي مدينة مغربية تعتبر حاضرة حديثة تتواجد في الوسط الغربي للمملكة المغربية بين الأطلس المتوسط وسهل تادلة، وهي جزء هام من جهة بني ملال خنيفرة، حيث تتكون من خمسة أقاليم مهمة وتتمثل في: بني ملال- الفقيه بن صالح- أزيلال – خنيفرة وخريبكة ويبلغ عدد السكان 2.521.000 نسمة، تحتل منها جهة بني ملال خنيفرة لوحدها مساحة هي 36.258 كيلومتر مربع. وهي تمتاز بتركيبة سكانية متنوعة من عرب وأمازيغ وشرائح أخرى. وهي ذات مؤهلات طبيعية واقتصادية وبشرية كثيرة ومتنوعة جعلتها من أجمل المدن، كما تمتاز بمآثرها التاريخية مثل الأسوار التي تعود إلى حقبة مولاي إسماعيل وكذلك المنارة التي يعود تاريخ بنائها إلى عهد الموحدين. حيث بوأتها هذه المآثر مكانة سياحية متقدمة، ولعل أهمها عين أسردون- أوشراح- تاغبالوت) وأزيلال (شلالات أوزود- سد بين الويدان-واويزغت) وخنيفرة (منابع أم الربيع)، كما تمتاز بكثرة الكهوف الطبيعية التي تعد سمة تميز المنطقة. ويعتمد اقتصاد الجهة على قطاعات متنوعة مثل الفلاحة العصرية وتسويق الخضروات مثل أشجار الحوامض، وشجر الزيتون وزراعة القمح والشعير والفلفل الأحمر وعلف الماشية والشمندر السكري إلخ. كما يعتمد الاقتصاد على الصناعة المنجمية والهجرة الدولية والسياحة والتجارة والخدمات والاستثمار في العقار والصناعة التقليدية…
كما أنها تشجع الاستثمار بشكل كبير، وذلك لتشغيل أصحاب الدبلومات والشواهد وكذلك للحد من مشكل البطالة. كما أنها تزخر بمؤهلات كثيرة من دكاترة وباحثين في مختلف التخصصات. وعلى مستوى الإنجازات، فقد استطاعت المدينة من تحقيق عدة مشاريع تنموية هامة، وتمكنت من نقل بني ملال إلى مرحلة متقدمة ومتطورة في ظل إنجازات تنموية واسعة، حيث استطاع الخبراء من تبني رؤية صحيحة للمشروع التنموي وحققوا أهدافا تعد مهمة جدا رفعت من مخرجات المنطقة بشكل كبير، كما ساهمت في تشغيل عدد من العاطلين، وكان ذلك ضمن استراتيجيات بناءة للبناء والتعمير. ونذكر بهذا الصدد فقد قامت مؤخرا فاطمة الزهراء عمور، وزيرة السياحة والصناعات التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، بزيارة لبني ملال وفي إطار مجموعة من المهام المجدولة في الجولات الجهوية، أعطت انطلاقة لخارطة الطريق الاستراتيجية لقطاع السياحة برسم الفترة الممتدة ما بين 2023 و2026. وقد ركزت على مشروع السلاسل السياحية والروافع بالجهة، مؤكدة على أهمية السلاسل للرفع من السياحة الطبيعية، خصوصا وأن المنطقة ذات مؤهلات طبيعية رائعة. كما أشارت إلى الجهود بخصوص أهمية جذب الاستثمارات وتطوير مجالات بالترفيه والخدمات وأيضا الإيواء ضمن البرامج البيئوية.
وقد كانت الخطط تركز دائما على المشاريع التنموية، كون الجهة تتوفر على موقع استراتيجي هام بقلب المملكة، على مسافة 200 إلى 300 كلم من الأقطاب و188 وحدة سياحية وتوفر ما يزيد عن 5800 منصب شغل. وفي مجال الرياضة، فركزت جهة بني ملال عن ملاعب القرب.
فبعد أقل من سنة وما لاحظنا من الفشل الذريع الذي كانت تعاني منه الساكنة،وخصوصا لمن أسند لهم إلإشراف ، قام المجلس الجماعي لبني ملال وضع استراتيجية على دفتر التحملات لتفويت التدبير لهذا القطاع للخواص لضمان جودة التدبير واستفادة الساكنة الملالية من هذه الملاعب بأثمنة معقولة في متناول الجميع وقدراتهم المادية…
كما خلف تدبير هذه المرافق في المدة الأخيرة مجموعة من المشاكل وبعض العراقيل والإحتجاجات من بعض الجمعيات الرياضية التي تشرف على تدريب الناشئة من خلال مدارس في كرة القدم أغلب مسيريها من قدماء رجاء بني ملال والذين أبوا إلا أن يخلقوا جيلا جديدا يطعم الفرق المحلية بالمدينة وعلى رأسها فارس عين أسردون حيث تمت الإشارة إلى ذلك في دورات المجلس الجماعي لبني ملال حيث تم وضع المجلس في صورة ما يقع في تدبير هذه الملاعب ….