الألباب المغربية/ محمد الدريهم
ينظم مختبر السرد والأشكال الثقافية: الأدب واللغة والمجتمع التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال الدورة الرابعة للمؤتمر الدولي حول موضوع “التراث والثقافة والمجال” وذلك أيام 25 و26 يوليوز 2024 الجاري بمدرج الندوات الخاص بكلية العلوم والتقنيات ببني ملال.
تندرج هذه الندوة الدولية، حسب منظميها، ضمن انشغالات المختبر وبرامجه التي رسمها منذ تأسيسه، منذ أزيد من عشرسنوات، انسجاما مع رؤيته العلمية، وأهمية التراث والثقافة في علاقتها بالمجال ومعطيات أخرى اقتصادية واجتماعية وسياسية مشيرين إلى أنه ليس الغرض من هذا الاستحقاق العلمي هو الوقوف عند دلالات المفاهيم وقضاياها وإشكالاتها، ولا الحديث عن هذه الأهمية، فهذا من باب تحصيل الحاصل.
من جهة أخرى، يؤكد منظمو هذا المؤتمر على أن هناك صلات كبيرة بين الثقافة والمجال، مثلما أن التراث ليس مفصولا عن الثقافة، في كل هذا تستوي الأشياء، وفي الوقت نفسه، ينبغي أن نبحث عن الاختلافات والعلائق والمظاهر الخاصة والعامة ومن المؤكد، أن ذلك يحيل، في مجمله، على الراهن والماضي قبل ذلك، وما يمكن أن يترتب عن هذه السيرورة مستقبلا، وعلى الهوية المشتركة المتعددة.
في هذا الصدد إذن حسب ذات المصدر، يمكن البحث عن المجال والخوض في الثقافة ورموزها ومرجعياتها ودلالاتها، والمتون والموروث والمعتقدات بقيم وأبعاد ذلك، ومن زوايا مختلفة، والثابت أن تناول هذه القضايا واشكالاتها هو غوص في الملك المشترك والجماعي، وغيره لا يجوز ولا يقبله العقل خصوصا وأن هناك كثير من الورثة ذوي الحقوق الشرعية هم الذين يزاولونه ويحتفظون به ويتشربونبه، ما نملكه هو أننا نجعل منه مادة للدراسة والتناول، وأيضا الجمع والتوثيق والتصنيف والتأويل.
في جميع الأحوال ليست الثقافة سلعة، ولا التراث مجرد مادة للاستهلاك، ولا المجال بمعناه الثقافي والتراثي واجهة سياحية شاردة وضائعة ومبحوث عنها. وهنا ينبغي صياغة الأسئلة الحيوية المتجددة الخاصة بالثقافة المغربية وروابطها والتراث والهوية والحضارة والمجال المغربي ومجالات أخرى موازية إفريقية وعربية، ومتوسطية وغربية ومنها على سبيل المثال: ماذا عن الثقافة؟ ماذا عن التراث؟ ماذا عن المجال؟ وهل يمكن أن نفكر في هذه القضايا بمنأى عن الروابط المشتركة بينها ؟
حسب نفس المصدر، في سنة 1946 نشأت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، وبرز بالواضح أنه من الصعب الاشتغال حول فلسفة مشتركة، ولكن مع ذلك فإنه بدا أن أغلب الدول تتفق حول البعد الكوني لمفهوم الثقافة، بيد أن هذا الأمر لا يلغي المحليات والمشتركات والبحث عن التباينات والخصوصيات الثقافية، التراثية وما يبدو من طابع محلي ضيق، أو جهوي، أو وطني، أو أعلى من ذلك قاريا أو دوليا، فكل ما يتعلق بالبحث في الثقافة والتراث وعلاقتهما بالمجال ليس بورصة لمن يتغذى بها ماديا، إنها مسألة حضارة وتاريخ وثقافة وهوية شاملة هنا لسنا أمام رغبات الأفراد وأهوائهم في ظل ما تمور به النزعات الإيديولوجية المتشائمة، أو النزعات الإثنية والثقافية المتناحرة حول هويات استيهامية، أفكارا وقوميات ملتبسة التراث أنواع وأشكال وكذلك الثقافة والمجال، وهذا ما يصبو منظمو المؤتمر إلى استدراجه ومداعبته في هذا اللقاء العلمي برؤية أكاديمية ومختلفة.
هذا وقدعمل المنظمون لهذه الدورة الرابعة للمؤتمر الدولي حول موضوع “التراث والثقافة والمجال” على تسطير برنامج علمي جد مكثف يتضمن سبع جلسات علمية بالإضافة للجلسة الافتتاحية التي ستتميز بمداخلة الضيف الشرفي لهذه الدورة، رئيس معهد الشارقة للتراث بإمارة الشارقة بالإمارات العربية المتحدة، د. عبد العزيز عبد الرحمن المسلم وبوقفة مع الزجل المغربي والزجال إدريس بلعطار.
بعد الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، سيعرف اليوم الأول تنظيم جلستان علميتان يشارك في تنشطها ثلة من الخبراء والأساتذة الباحثين المغاربة والأجانب تتمحور الأولى حول موضوع “التراث الثقافي والهوية المشتركة” والثانية حول موضوع ” التراث والمجال: من التصور المعرفي إلى الأثر الثقافي”.
أما اليوم الثاني فسيعرف تنظم خمس جلسات علمية أخرى يخصصها مختلف المتدخلين والمتدخلات للمحاور التالية: “فاعلية التراث والمجال في التحولات الثقافية”، “الرأسمال الثقافي: أسئلة الخصوصية والانفتاح”، “علامات في التراث الثقافي: الرمز والدلالة”، “علامات في التراث الثقافي: الهوية والاختلاف” وموضوع “التراث الثقافي: تمثلات معرفية”.
هذا وستقوم اللجنة المنظمة لهذه الدورة الرابعة للمؤتمر الدولي حول موضوع “التراث والثقافة والمجال” بتكريم كل من د. عبد العزيز عبد الرحمن المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، إمارة الشارقة، ضيف الشرف ود. محمد برهومي من كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة السلطان مولاي سليمان بني ملال وأخيرا د. عبد العزيز فارس، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة السلطان مولاي سليمان بني ملال.