الألباب المغربية/ خديجة بوشخار
احتضن مركز الشؤون الإدارية والثقافية بمدينة بني ملال، صباح اليوم الثلاثاء 4 نونبر 2025، أشغال اللقاء التشاوري الأول ضمن سلسلة لقاءات “الجيل الجديد”، بحضور والي جهة بني ملال خنيفرة ،محمد بنرباك، إلى جانب مجموعة من المسؤولين والمنتخبين والفاعلين المدنيين والأكاديميين والشباب.
ويأتي هذا اللقاء، الذي يشكل بداية سلسلة من المحطات التشاورية التي ستجوب مختلف أقاليم الجهة، في إطار مقاربة جديدة تروم تعزيز ثقافة الحوار والتفكير الجماعي في القضايا التنموية الراهنة، واستشراف ملامح نموذج جهوي متجدد يستجيب لتطلعات الساكنة.

حيث افتتح اللقاء بكلمة والي جهة بني ملال، التي أكد فيها على أن برنامج “الجيل الجديد” يمثل رافعة نوعية لتجديد آليات التشاور العمومي، مبرزاً أن التنمية المنشودة لا يمكن أن تتحقق إلا عبر إشراك فعلي لمختلف مكونات المجتمع، وخاصة فئة الشباب التي تشكل القلب النابض لمستقبل الجهة. وأوضح أن هذه اللقاءات تهدف إلى خلق فضاء للحوار البنّاء حول سبل تعزيز العدالة المجالية، وتحفيز الاستثمار والابتكار، والنهوض بالرأسمال البشري المحلي.
وعزز والي الجهة كلمته بتقديم عرض تعريفي شامل بمضامين وأهداف البرنامج، وقد تضمن العرض تحديد المرجعيات الأساسية لهذا البرنامج والتي تمثلت في خطاب عيد العرش المجيد ليوم 29 يوليوز 2025 وخطاب جلالة الملك بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية الجديدة في 10 أكتوبر 2025.
كما تابع اللقاء بمجموعة من المداخلات التفاعلية تمحورت مواضعها حول قضايا التشغيل والتعليم والابتكار والتنمية المستدامة، إضافة إلى بحث آليات جديدة لدعم المبادرات المحلية والمشاريع المبتكرة. وقد تميزت المداخلات بعمقها وجرأتها في طرح الأفكار، ما عكس وعياً جماعياً متزايداً بأهمية المشاركة في صياغة القرار التنموي.
وأكد المشاركون على ضرورة أن تتحول خلاصات هذه اللقاءات إلى توصيات عملية تؤطر رؤية جهوية متجددة، قادرة على تحويل الطاقات المحلية إلى مشاريع واقعية تسهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز جاذبية الجهة.
ومن المنتظر، حسب تصريح الوالي، أن تتواصل سلسلة لقاءات “الجيل الجديد” في قادم الأيام بعدد من مدن وأقاليم الجهة، في أفق بلورة ميثاق جهوي للتشاور والتنمية، يستند إلى مقاربة تشاركية ويجعل من المواطن شريكاً أساسياً في بناء المستقبل.
بهذا الإيقاع الواعد، يعلن برنامج “الجيل الجديد” انطلاق صفحة جديدة في مسار الحوار الجهوي، حيث يلتقي الطموح بالإرادة، وتُفتح أمام الفاعلين المحليين آفاق أوسع لصناعة التنمية المنشودة بروح جماعية ومسؤولية مشتركة.