الألباب المغربية/ رضوان منفلوطي
في أجواء احتفالية بهيجة، تحوّلت ساحة الاستقلال بمدينة برشيد على مدى ثلاثة أيام إلى مسرح مفتوح للفن والإبداع، حيث نظم المجلس الجماعي سلسلة من السهرات الفنية المتنوعة، احتفاءً بعيد الشباب المجيد وذكرى ثورة الملك والشعب، وسط حضور جماهيري غفير شكّل لوحة فنية بحد ذاته، عنوانها الكبير: “الفن يوحّد القلوب ويصنع البهجة”.
- تنظيم محكم وفقرات فنية مدروسة
منذ السهرة الأولى، لمس الحضور التنظيم الدقيق الذي أشرفت عليه الجهات المسؤولة، إذ جرى تجهيز المنصة والإضاءة والجانب التقني باحترافية عالية، ما ساهم في تقديم عروض سلسة دون أي انقطاع أو خلل تقني. كما تم إعداد برنامج فني متنوع جمع بين الموسيقى العصرية والطرب الشعبي والرقص الفلكلوري، ليحاكي مختلف الأذواق والأعمار، ويضمن لحظات استثنائية للجميع.
- فرق موسيقية وأصوات أطربت الحاضرين
تألقت خلال السهرات أسماء وازنة وفرق موسيقية محلية ووطنية، منها أوركسترا العلوة التي أبدعت في تقديم روائع الطرب الشعبي الأصيل، إلى جانب فرق شبابية عصرية أضفت لمسات حديثة على الأمسيات، فيما أبهرت الفِرَق الفلكلورية الحضور بعروضها التراثية التي تعكس عمق الثقافة المغربية وتنوعها.
ولم تخلُ السهرات من لحظات مفاجئة ألهبت حماس الجماهير، إذ تفاعل الحضور بحرارة مع كل فقرة موسيقية، مردّدين الأغاني ورقصوا على إيقاعاتها، في مشهد يؤكد تعطش سكان برشيد للفن الراقي والمناسبات التي تجمعهم على المحبة والفرح.
- جمهور غفير وتجاوب منقطع النظير
حشود من مختلف الأعمار حجّت إلى الساحة يوميًا، حيث لم يقتصر الحضور على سكان برشيد وحدهم، بل توافد محبّو الفن من المدن المجاورة، ما حوّل السهرات إلى مهرجان فني مصغّر بامتياز. وقد بدا التفاعل الجماهيري جليًا في التصفيقات الحارة والهتافات المستمرة، إضافة إلى مشاركة الأطفال والعائلات في الأجواء الاحتفالية، وهو ما أضفى على الأمسيات نكهة خاصة قلّما نجدها في فعاليات مماثلة.
- إشادة واسعة بالنجاح والتنظيم
ختام السهرات حمل معه إشادات واسعة من الحضور والفاعلين المحليين، حيث اعتُبر نجاحها من حيث التنظيم واختيار الفقرات الفنية دليلًا على قدرة مدينة برشيد على احتضان فعاليات فنية كبرى، معبّرين عن أملهم في استمرار مثل هذه المبادرات مستقبلاً، لما لها من أثر إيجابي على إشعاع المدينة وإبراز مواهبها المحلية.
- الفن جسْر للتواصل والتلاقح الثقافي
لم تكن السهرات مجرد عروض موسيقية فحسب، بل كانت مساحة للتلاقي بين الأجيال، وفرصة لتعزيز الروابط الاجتماعية، وتأكيدًا على أن الفن قادر على تجاوز الحدود وصناعة لحظات من الفرح والانسجام في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتلاشى فيه لحظات الصفاء.
