الألباب المغربية/ أحمد زعيم
في ظل تزايد مطالب ساكنة عدد من الجماعات الترابية والفعاليات الجمعوية والحقوقية بإقليم الفقيه بن صالح بضرورة توفير النقل المدرسي لجميع تلامذة العالم القروي، بإعتباره الوسيلة الأساسية للحد من الهدر والانقطاع الدراسي، انعقد يوم الخميس 25 شتنبر 2025، بقاعة الإجتماعات بعمالة الإقليم، إجتماع للجنة الإقليمية للتربية، ترأسه عامل الإقليم محمد قرناشي، بحضور رؤساء الجماعات الترابية، رجال السلطة المحلية، والمدير الإقليمي للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.
وقد خُصص هذا اللقاء لمناقشة قضايا محورية مرتبطة بالدخول المدرسي 2025-2026، وفي مقدمتها ملف النقل المدرسي الذي يشكل أحد أبرز التحديات المطروحة محليا، لاسيما بعد إعتماد إقليم الفقيه بن صالح كنموذج وطني لتنزيل المنظومة الجديدة لتدبير هذا المرفق الحيوي عن طريق شركة التنمية المحلية “تحفيز”.
ولإغناء النقاش، قدم المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية عرضا تناول فيه مؤشرات الدخول المدرسي بالإقليم، مبرزا أهم التحديات والإكراهات التي تعيق المنظومة التربوية، وفي مقدمتها ظاهرة الهدر الدراسي، مع إقتراح حلول عملية للحد منها. وتكامل هذا العرض مع مداخلة المدير العام للمصالح بالمجلس الإقليمي، الذي سلط الضوء على واقع النقل المدرسي، مبرزا دوره المحوري في تمكين أبناء الوسط القروي من متابعة دراستهم، ومشيرا في الوقت نفسه إلى الدعم المالي المباشر الذي ناهز مليوني درهم لفائدة الجمعيات المسيرة للحافلات خلال المرحلة الإنتقالية، بمعدل 10 آلاف درهم لكل حافلة.
هذا التوجه فتح الباب أمام نقاش واسع حول سبل تطوير القطاع، حيث خلص الإجتماع إلى بلورة خطة عمل شاملة تروم مواجهة ظاهرة الإكتظاظ داخل حافلات النقل المدرسي. وقد تضمنت التوصيات المعتمدة الإستمرار في اعتماد الإطار الجمعوي لتسيير الحافلات خلال الفترة الإنتقالية، بالتوازي مع التحضير لإنطلاق شركة “تحفيز”، إضافة إلى الدعوة لفتح الداخليات ودور الطالبة وتوفير خدمات الإطعام المدرسي لتيسير تمدرس التلاميذ في ظروف أفضل.
كما أوصى الحاضرون بضرورة ملائمة الزمن المدرسي مع إمكانيات النقل المتاحة لتفادي الإكتظاظ، وحث الجماعات الترابية على برمجة إقتناء حافلات جديدة ضمن فائض ميزانياتها لسنة 2025. وتم التأكيد كذلك على أهمية مساهمة مختلف الشركاء، وعلى رأسهم صندوق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، المكتب الشريف للفوسفاط، ومجلس جهة بني ملال خنيفرة، لتعزيز الأسطول وتغطية الخصاص المسجل في بعض الجماعات.
ومن بين المقترحات الأخرى، برزت الدعوة إلى تغيير نمط تدبير القطاع بالانتقال إلى التدبير الموحد عبر شركة التنمية المحلية “تحفيز”، لما لذلك من أثر في توحيد المخاطبين والرفع من نجاعة التدخلات. كما تم التشديد على ضرورة التفكير في بناء مؤسسات تعليمية جديدة لتقريبها من التلاميذ وتقليص الحاجة للنقل، إلى جانب تعزيز التنسيق بين مختلف المتدخلين وإشراك المجتمع المدني وأولياء الأمور في التخطيط والتقييم.
وفي ختام الإجتماع، أكد عامل الإقليم على أن تحسين خدمات النقل المدرسي يمثل رافعة أساسية للنهوض بجودة التعليم وتقليص الفوارق المجالية، مشيدا بمجهودات جميع الشركاء من سلطات محلية، مجلس إقليمي، جماعات ترابية، ومؤسسات وطنية، وفي مقدمتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمجمع الشريف للفوسفاط.