الألباب المغربية/ حبيب سعداوي
بعد اعتقال رئيس بلدية “لاربعا”، عاد الصراع ليطفو على السطح من جديد هذه الأيام بين أعضاء المجلس، بين تحالف من كانوا مستولين على السلطة في سنوات مبدع، وبين تحالف المعارضة، والصراع هذه المرة فجرته انضمامات غير مستقرة، هذه الانضمامات الغير الواضحة جعلت الرأي العام المحلي بجماعة “لاربعا” ينتابه الشك ويطرح عدة أسئلة عما كان هؤلاء الأشخاص الغير الثابتون في مواقفهم يبحثون عن شيئا ما ؟!…وعن الهدف من هذا الصراع وأسبابه الحقيقية، هل هو صراع من أجل الكرسي أم أجل تقديم الخدمة لأبناء “لاربعا” المضيومة؟
صراع من أجل الكراسي..صراع على المناصب داخل المجلس…صراع على رئاسة لجنة…صراع على الرئاسة.. صراع على من يبرز في الواجهة…صراع…صراع. حيث تنوعت التسميات… والصراع واحد هو الصراع للسيطرة على السلطة التي هي همُ كل من لا همَّ له في هذه المدينة المنكوبة منذ سنوات.
إن الصراع بين من يتصارع من أجل الجلوس على الكرسي، ويا ليت التصارع بشرف وبكفاءة؛ للأسف التصارع سوى بأن يبذل المتصارع كل ما لديه من مكيدة وعنف وقوة ومقدرة على الوصول إلى الكرسي الأول من الصف الأول.
إذا هي لعبة الكراسي التي كنا نلعبها ونحن صغار، وقد لا يكون واعيين حقيقة هذه اللعبة القذرة التي ممكن أن تدفع فيها زميلك ليقع صريعا على الأرض؛ كنت أتمنى أن يكون الصراع على الخدمة التي يحتاج إليها أبنائها، لا صراع على المقاعد للجلوس والاستراحة عليها من هَّم المواطن. والغريب أنهم يجلسون على الكراسي ويقولون في نفس الوقت نحن في خدمة “لاربعا” وأبنائها، و”لاربعا’ وأبنائها منهم أبرياء. لقد غاب عن ذاكرة أصحاب الكراسي أن خدمة “لاربعا” وأبنائها هي مهمة كل مواطن وطني شريف، يحب “لاربعا” وينتمي فعلا إليها، ويحب أن يخدم أبناءها سواء أكان على كرسي السلطة أم لم يكن.. ! إن صراع الكراسي قسم أعضاء مجلس “لاربعا” وترك القضية الأساسية قضية خدمة أبنائها، لتصبح قضيتهم هي الصراع على الكراسي.
قد نجد الصراع أصبح في كل مكان من دوائر “لاربعا”. وقد ينتقل الصراع إلى الإخوة والأقارب والعشائر والجمعوي والصحفي والمدون والتاجر والفلاح ووووأصبحت “لاربعا” تحت رحمة الصراعات؛ الكل يتصارع.. صراع من أجل أن يملأ جوفه وبطنه وخزينة داره “ماشي البنك”، فحرام عليكم يا سادة، فالكرسي وضع لخدمة الناس لا للتعالي عليهم ونهب خيرات المواطن وأمواله مصداقا لقوله تعالى: “يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ” صدق الله العظيم.
فلا يختلف اثنان على أن ما يجري في “لاربعا” سببه هو الصراع وعدم اتفاق أعضاء مجلس البلدية فيما بينهم على كيفية الجلوس على الكراسي، وأنهم يتصارعون في إصرار للحصول على منصب “مݣمح” مهما كلف الأمر، ولا يهمهم في كل ما يجري في “لاربعا” من تدهور الخدمات؛ لقد أدت النعرات الحزبية في “لاربعا” إلى صراعات داخلية يصعب فك لغزها، ولم تحسم نتائجها إلى حد الآن… فهل يستمر الصراع على حساب قضايا أبناء “لاربعا” ؟
وفي النهاية نؤكد أن الكرسي لمن يخدم أبناء “لاربعا”، فمن يجد في نفسه الكفاءة والمقدرة على العطاء والانتماء إلى “لاربعا” والأخلاق والوطنية، فليتقدم ويجلس على الكرسي، ومن لم يجد فليترك الكرسي لغيره الذي هو أجدر به، وأحق به، ويليق به أن يجلس عليه. فإن مصير المتصارعين الهاوية.
الفقيه بن صالح: كرسي بلدية “لاربعا” على صفيح ساخن
اترك تعليقا