الألباب المغربية/ محمد اليحياوي
بين توقف البطولة في مناسبات عديدة، والبرامج التي تستهزئ بمبدأ تكافؤ الفرص أو منع سفر المشجعين… هناك ملاحظة واحدة بالإجماع بين مشجعي جميع الأندية المغربية هي أن مستوى البطولة يواصل الانخفاض بين الموسم الماضي وهذا العام، ويبدو أن الطريق إلى الاحتراف مليء بالمزالق بالإضافة إلى إكراهات المذكورة أعلاه، هناك اختلالات أخرى موجودة ومن الواضح أنها تبطئ تطور هذه البطولة. وتشمل هذه من بين أمور أخرى الأزمات المالية المزمنة التي تعيشها الأندية في كل ربوع المملكة.
في الآونة الأخيرة، ومع استئناف البطولة بعد كأس الأمم الأفريقية 2023، وجد فريقان كبيران أنفسهما في مواجهة الحائط، وبينما كان على لاعبيها خوض المباريات كزائرين، لم تتمكن إدارة هذه الأندية ذات الأموال الفارغة من تغطية تكاليف السفر كما هو الشأن في هذه الحالة بالنسبة للمغرب الفاسي ومولودية وجدة.
الأول يمر بوضع حرج للغاية منذ مدة ليست بالقصيرة ، ويعود لقبه الأخير إلى عام 2016 عندما فاز نادي العاصمة العلمية بكأس العرش. بالأمس الأربعاء فقط، كان على الفريق الذهاب إلى تطوان لخوض مقابلته ضد المغرب التطواني برسم الجولة السادسة عشرة من البطولة، وبسبب نقص السيولة المالية، بات تنقل لاعبي الفاسي غير مؤكد، ولمواجهة هذا الوضع تطوعت مجموعة من المشجعين الأوفياء والمتيمين بحب الفريق وقامت بتمويل سفر اللاعبين والطاقمين الفني والإداري إلى شمال المملكة.
وفي مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، نرى أعضاء هذه المجموعة بالإضافة إلى لاعبي الماص في محطة وقود، وبالإضافة إلى توفير الوقود لحافلة الفريق، فقد قدموا لهم أيضًا زجاجات مياه.
وشهدت عاصمة المنطقة الشرقية نفس الوضع رغم أن فريق مولودية وجدة كان على وشك الهبوط إلى الدرجة الثانية الموسم الماضي، إلا أنه قد يجد نفسه في ورطة هذا العام، ويحتل النادي حاليا المركز 12 في البطولة برصيد 16 نقطة. وفي مباراته المقبلة، سيتعين على النادي المذكور السفر إلى الرباط في إطار المباراة التي ستجمعه مع اتحاد تواركة يوم الأحد المقبل حيث ستجد نفسها في وضع مالي غامض .
اليوم، البطولة التي تتربع على قمة أفضل البطولات في القارة، أكثر مما تحتاج إلى الاحتراف، لا يمكننا الاستمرار في هذا النهج التسييري الهاوي والذي يبطئ تطور كرة القدم الوطنية خاصة بعد المسيرة التاريخية لأسود الأطلس في كأس العالم 2022.
وبين الأهمية المعطاة للمنتخب الوطني وكيف يبدو أن البطولة مهملة، ظهر نوع من المعايير المزدوجة، لقد حان الوقت للتركيز عليه.