عبد الحق الدرمامي
تعتبر البطلة المغربية السابقة في رياضة ألعاب القوى، بشرى حمانو، رمزا للمرأة المكافحة التي استطاعت أن تتخطى جميع الصعاب، وترسم مسارها المهني في المجال الرياضي، لتحظى برئاسة جمعية جيل المستقبل لكرة القدم النسوية، حيث أعطت الصورة الحقيقية للمرأة المغربية المناضلة.
وفي سياق متصل، شغف بشرى وعشقها للمستديرة، جعلها تنخرط رفقة مجموعة من صديقاتها في تشكيل فريق نسوي لكرة القدم، بالرغم من غياب الإمكانيات والدعم وحتى التحفيزات، حيث استطاعت بصبرها وكفاحها، وإن أمكن القول عنادها وحرصها، أن تجد موطئ قدم لها ولفريقها الكروي، ضمن التشكيلات الرياضية المحلية والجهوية والوطنية، لترسم بذلك مسارها الرياضي والمهني، الذي مكنها من تصدر قائمة الترتيب بالقسم الممتاز لعصبة طنجة تطوان الحسيمة، حيث أصبحت تشكل ظاهرة الموسم.
وبملامح جادة وعزيمة قوية مدججة بالإرادة والتحدي، وعيون تتطلع نحو مستقبل مشرق، تستقبلك السيدة بشرى حمانو(رفقة باقي أعضاء الجمعية )، داخل مدينة طنجة، ويصفونها المقربين منها بالمرأة الحديدية، لكونها صارمة في عملها وصادقة في أفعالها، ومحبة لعملها من خلال الاعتناء بهذه الرياضة النسوية ، بحيث لا زالت تعطي الدروس في كيفية تدبير فضاء كرة القدم النسوية، بالإضافة إلى كل ما تفعله من أجل هذا الفريق، تعتبره في حد ذاته واجب إنساني قبل كل شيء، وشعورها بسعادة وافتخار رفقة باقي أعضاء الجمعية.
بمناسبة تخليد اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن مارس من كل سنة، أحببنا ان نحكي لكم تجربتها في مجال الرياضة ، وخاصة انها تشرف على كل شيء بيدها، رغم وجود طاقم تقني متخصص، لكنها تشرف على كل صغيرة وكبيرة بالفريق الذي يلعب بالقسم الممتاز.
كما أن جمعية جيل المستقبل لكرة القدم النسوية، تواصل تنزيل البرنامج السنوي مع شركائها، الذي يروم بالأساس تأهيل الناشئة و الشابات في كرة القدم، هذا وقد بادرت جمعية جيل المستقبل بطنجة، من خلال مكتبها المسير بالشروع في تجميع فتيات في عمر الزهور من المدينة المذكورة وخارجها، واللواتي لهن رغبة في الانخراط في فريق لكرة القدم النسوية، حيث أخذت رئيسة الجمعية بشرى حمانو المبادرة، واتصلت بمجموعة من الفتيات وأفراد أسرهن، لأخذ موافقتهن لممارسة رياضة كرة القدم، وبعد ذلك تم تجميع الفتيات الراغبات في ممارسة هذه اللعبة في الفريق، وشرعن في إجراء تجمعات تدريبية ومقابلات حبية، من أجل اكتساب التجربة المطلوبة، وكذا خلق التجانس بين اللاعبات، وهذا ما خلق بالفعل جوا من التنافس الرياضي الشريف بين الفرق، وحفز جميع مكوناتهم من أجل المزيد من العمل والجدية في التداريب، قصد اختيار فريق قوي والذي أصبح يمثل المدينة في العصبة والملتقيات الإقليمية والجهوية والوطنية والدولي، علما ان الجمعية سالفة الذكر لها العديد من المنخرطات، وجميع الفئات السنية للفتيات.
وفي هذا الإطار، تحرس بشرى حمانو، رئيسة جمعية جيل المستقبل على تسخير حيز زمني كبير من حياتها الخاصة، للاهتمام بهذا المولود الرياضي النسوي، وإعطائه كل يستحق من عناية، إيمانا منها بأن الرياضة أحسن وسيلة لإبعاد بناتنا من كل الموبقات، وتحفيزهن على ممارسة أنشطة رياضية، تساعدهن على اكتساب المزيد من المهارات والتجارب، قد تكون عونا لهن في مستقبلهن.
وعلاقة بالموضوع، تهدف هذه الجمعية للترويج وتسهيل الولوج للممارسة الكروية النسوية، بهدف الرفع من عدد المحترفات بالمغرب، عبر توسيع قاعدة المُمارسات وتثمين هذه الرياضة، لتكون رافعة حقيقية للاندماج الاجتماعي.
وفي هذا الصدد، صرحت رئيسة الجمعية بشرى حمانو، قائلة، بأن : “مبادرة مكتب الجمعية تأتي من أجل التشجيع على ممارسة الرياضة وخاصة كرة القدم النسوية في أفق خلق فريق نسوي قوي، يمثل المنطقة أحسن تمثيل في المحافل الإقليمية والجهوية والوطنية، وبالتالي إعطاء الفتاة المكانة التي تستحقها، وإبعادها على كل ما من شأنه أن يجرها الى التعاطي للموبقات، أو ما يشوه سمعتها”، مؤكدة في نفس الوقت، أن : “مكتب الجمعية حريص بتوفير كل الظروف المساعدة على إنجاح هذه المبادرة”.
وأبرزت المتحدثة ذاتها، قائلة، أن : “كرة القدم النسوية تتطور اليوم بشكل لافت، وأنها كرئيسة لجمعية جيل المستقبل لكرة القدم النسوية، ستعمل على توفير الظروف الجيدة لتحفيز الفتاة المغربية على ممارسة اللعبة”.
وأكد المصدر ذاته، أن : “الهم الوحيد لديها الآن، هو العمل على الارتقاء بكرة القدم النسوية، لاسيما في الأقاليم الشمالية للمملكة، بالنظر إلى ما أضحت تتوفر عليه المنطقة من بنيات تحتية رياضية، تمكنها من احتضان مختلف التظاهرات الرياضية الوطنية والقارية والدولية” .
والجدير بالذكر، أن بشرى حمانو، قد نالت عدة تكريمات في العديد من الدول كفلسطين، والأردن، وتركيا، وهولندا…