الألباب المغربية/ نادية عسوي
كيف نريد نتيجة مغايرة ونحن نعيد المشهد بالوجوه نفسها ؟ الوجوه التي لا تغيب عن فضاءاتنا، تتكرر في الصور والشعارات، تَعِد كما وعدت دائمًا، وتعود كما لو أنها قدر لا يتغير. ومع ذلك، نظل ننتظر حصادًا مختلفًا من تربة لم تُنقَّ، ومن أعشاب ضارة لم تُقتلع بعد.
الأرض صبورة، كريمة بطبعها، تحمل في جوفها القدرة على العطاء، لكنها لا تُثمر إلا إذا فُسح المجال للنور والهواء. الأعشاب قد تبدو خضراء، لكنها في الحقيقة تخنق البذور وتسرق منها غذاءها. والبذور مهما كانت واعدة، تذبل إن ظلّت محاصَرة بالظل الثقيل.
بعد أشهر قليلة سيأتي موسم جديد، موسم يُفترض أن يحمل معه أملاً في التغيير. لكن أي تغيير يمكن أن يتحقق إذا عادت الوجوه ذاتها لتملأ المشهد ؟ كيف يمكن أن نرجو حصادًا مختلفًا ونحن نروي الأرض بالماء الآسن نفسه؟
الإصلاح لا يولد من تكرار الخطأ، بل من لحظة شجاعة تُكسر فيها الدائرة. حين نجرؤ على إفساح المجال لما هو جديد، تتنفس الأرض، وتعود الحقول لتورق، وتصبح الحياة أكثر صدقًا وخصبًا.
فلتكن الأشهر القليلة القادمة فرصة لفعل مختلف، لا لتكرار نفس الصورة. فالأرض تنتظر من يحررها من أعشابها، وتذكّرنا دائمًا أن أصواتنا أمانة.