الألباب المغربية
أشرفت وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، فاطمة الزهراء المنصوري، أمس الأربعاء 21 ماي 2025 بزاكورة، على توقيع اتفاقيتين ترميان إلى تأهيل عدة مراكز حضرية وقروية تابعة للإقليم.
وتتعلق الاتفاقية الأولى بمشروع تأهيل المركز القروي تازارين برسم الفترة 2025-2026، باستثمار إجمالي قدره 90 مليون درهم، منها 30 مليون درهم كمساهمة من وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة.
ويهم هذا المشروع الذي تستفيد منه 13.894 نسمة، أي ما يعادل 2.254 أسرة، تأهيل الدواوير التابعة للمركز، وتأهيل الأحياء ناقصة التجهيز، وتهيئة مداخل المركز، وإحداث فضاءات خضراء وساحات عمومية وإنجاز وتهيئة ملاعب القرب، وتوسيع فضاء السوق الأسبوعي ومحيطه وكذا بناء مركب تجاري مدمج مكان السوق القديم.
أما الاتفاقية الثانية، فتهم مشروع التأهيل الحضري لمدينتي زاكورة وأكدز، بكلفة إجمالية قدرها 150 مليون درهم خلال الفترة 2025-2027، لفائدة 6.120 أسرة موزعة بين المدينتين.
ويشمل هذا المشروع تأهيل الأحياء ناقصة التجهيز، وتطوير مداخل المراكز، وتعبيد الطرق والأرصفة، والإنارة العمومية، وتصريف مياه الأمطار، وتهيئة ملاعب القرب والمساحات الخضراء.
وعقب مراسم التوقيع، أكدت المنصوري الطموح الكبير الذي ينطوي عليه هذا البرنامج، قائلة: “يأتي هذا البرنامج ضمن إرادتنا في تصحيح الفوارق المجالية، من خلال تحسين ملموس لظروف عيش المواطنين”.
وأضافت “أن تأهيل الأحياء ناقصة التجهيز وإعادة الاعتبار للمناطق المنسية يهدف إلى تحقيق عدالة مجالية حقيقية ومستدامة، فضلا عن تنسيق السياسات العمومية وبناء فضاءات عيش لائقة، جاذبة وشاملة”.
وبمعية عامل إقليم زاكورة، فؤاد حجي، ورئيس مجلس جهة درعة-تافيلالت، اهرو أبرو، قامت الوزيرة بزيارة إلى قصر أمزرو، عقب الانتهاء من أشغال ترميمه، ضمن برنامج تثمين القصور والقصبات.
وخلال هذه الزيارة، أبرزت الوزيرة أهمية هذا المشروع في الحفاظ على التراث وتعزيز التنمية المحلية، مشيرة إلى أن “هذا المشروع لا يقتصر فقط على ترميم البنايات والمرافق، بل هو مشروع يعيد الاعتبار لتراث غني ويعيد الأمل لساكنة عريقة، عبر إدماجها في قلب التنمية المحلية”.
وبلغت تكلفة هذا المشروع 9.7 ملايين درهم، واستفادت منه 27 أسرة عبر ترميم 27 مسكنا.
وشملت الأشغال تجديد الممرات، وترميم الأبراج، وتغطية الأزقة، وإعادة تأهيل المسجد والمعبد اليهودي، ومعالجة التسربات، وكذا تبليط الأرضيات.
وقد وقفت الوزيرة عن كثب على حصيلة البرنامج الوطني، حيث تم ترميم وتأهيل 22 قصرا عبر مختلف جهات المملكة بغلاف مالي بلغ حوالي 156 مليون درهم.
وعلى مستوى إقليم زاكورة، همت الإنجازات ترميم كل من قصر أمزرو وقصر تيسركات، بالإضافة إلى دعم الأنشطة المدرة للدخل ومبادرات تقوية القدرات المحلية، وذلك بكلفة إجمالية تقدر بـ 16.5 مليون درهم.
وأفاد بلاغ للوزارة، أن حصيلة هذه الزيارة الميدانية في أقاليم تنغير وزاكورة تعكس التزاما واضحا وبنيويا: توقيع خمس اتفاقيات تهم ما مجموعه 37 جماعة بجهة درعة-تافيلالت، من بينها 34 جماعة قروية. كما أن 14 جماعة أخرى كانت قد استفادت سابقا من اتفاقيات مماثلة.
وتندرج هذه الجهود، حسب المصدر ذاته، في صلب الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الرامية إلى النهوض بالمجالات الترابية، وحماية التراث الوطني، وتحقيق تنمية بشرية عادلة ومتوازنة ومستدامة.