الألباب المغربية
تحرير مصطفى طه
انطلقت مساء أمس الجمعة 09 غشت الجاري بمدينة آسفي، فعاليات النسخة الرابعة لمهرجان البحر والذي يعد تظاهرة تحتفي بالبحر وبجماليته وعطائه.
وعرف حفل افتتاح هذه التظاهرة المنظمة على مدى ثلاثة أيام من قبل جمعية تيغالين للصيد الصناعي بآسفي بشراكة مع عمالة إقليم آسفي، والجماعة الترابية لآسفي، وغرفة الصيد الأطلسية الشمالية، والمكتب الشريف للفوسفاط، حضور على الخصوص، عامل إقليم آسفي، الحسين شاينان، ومنتخبين، ورؤساء مصالح خارجية، وفعاليات في قطاع الصيد البحري، وممثلي الجمعيات والتعاونيات المهنية.
وتميز الحفل، الذي سبقه تنظيم مسيرة دينية يطلق عليها “المعروف” تم خلالها ترديد آيات قرآنية وأدعية وتوسلات وأمداح نبوية وموسيقى صوفية، بتقديم وصلات موسيقية في فن الملحون من أداء فرقة جمعية آسفي للتراث الموسيقي، إلى جانب فقرات إنشادية.
كما تم تكريم عدد من الوجوه المهنية التي قدمت الشيء الكثير لقطاع الصيد البحري في مختلف المجالات، ضمنهم نساء عاملات في مجال تصبير السمك اعترافا بالجهود التي قدمنها في هذا الميدان، إلى جانب رجال من أعلام الصيد البحري الذين ساهموا في نهضة القطاع بحاضرة المحيط.
وقال حسن السعدوني، رئيس جمعية تيغالين للصيد الصناعي بآسفي، في كلمة بالمناسبة، إن المهرجان يجسد التراث المادي واللامادي لحاضرة المحيط ومن خلاله تتمظهر كل أساليب العيش والتوافق مع البحر بكل التجليات وعبر كل أسس التعبير المعيشي والفني.
وأضاف أن مدينة آسفي “الضارة في الحضارة تؤسس لحياة الإنسان المسفيوي في علاقته اليومية بالبحر والصيد والصناعة وعبره تجليات التعبير”.
وأشار السعدوني، إلى أن النسخة الرابعة من المهرجان “تحفتي بسمك السردين لكونه سفير المدينة بنكهته ومصبراته وطرق طهيه وبامتداده وثقافته التي تحضر في كل البيوت، فهو مرجع الاستثمار وصاحب الوحي الثقافي في كل مظاهر الفنون”.
وتهدف هذه التظاهرة إلى الاحتفال بالبحر، وبجماليته وعطائه من خلال التاريخ الضارب في القدم، والقطاعات الحيوية الأخرى كالثقافة والفن والاقتصاد والموسيقى والبيئة، من خلال محطات تمتزج فيها ثقافة الساكنة مع المهنيين مع الجانب الروحي الذي ينهل منه المهنيون العاشقون للموسيقى الروحية التي هي أحد أعمدة الفن بالمدينة.
كما يسعى المهرجان إلى إظهار العلاقة الوطيدة بين الكثير من الفنون الثقافية والبحر ومنها عادات وتقاليد ساكنة المدينة من خلال تأثير البحر ورمزية ميناء المدينة، ومعها التعريف بما يزخر به بحر إقليم آسفي من غنى وتراث وتمازج بين حضارات عديدة توالت عليه.
وبحسب المنظمين، فإن مهرجان البحر “أصبح سنة بعد أخرى عنوانا بارزا لمدينة البحر والصيد البحري والتاريخ والأمجاد التي سطرها المؤرخون في علاقة المدينة بالبحر على كثير من المستويات الإنسانية والمهنية والثقافية والاقتصادية والثقافة الموروثة لحاضرة المحيط”.
وأشاروا إلى أن هذا الموعد السنوي موجه لمحبي البحر وعاشقيه، وللمهنيين والمستثمرين، المغاربة منهم والشركاء العالميين، وكذا للعموم والخواص، من أجل التعريف بما يزخر به البحر من خيرات وعطاءات ون عم كبيرة وكثيرة حان الوقت لتثمينها والحفاظ عليها.
ويتضمن برنامج هذه التظاهرة التي تحمل عنوان “سمك السردين”، فقرات تجمع بين الجانب الروحي والعقائدي والعادات والتقاليد والتطور، وتقدم صورة حقيقية ورائعة لحاضرة المحيط التي ارتبط اسمها بسمك السردين الذي صنعت معه مكانة دولية أوصلتها لتكون وإلى بداية 1970 عاصمة دولية لسمك السردين.
وتشتمل هذه الفقرات على سهرات فنية، وعروض في فنون الشارع والشهب النارية، ومهرجان تذوق سمك السردين.